يطلّ المنطار في حدائق المتحف الفلسطيني كواحد من أهم الأعمال المكلّفة التي نفّذها الفنّان الفلسطيني سليمان منصور مؤخّرًا، وذلك انطلاقًا من حرص المتحف على تعزيز الارتباط بالتراث المعماري الفلسطيني. يحاكي هذا العمل فكرة إعادة إحياء بناء المناطير، أو قصور المزارع، المنتشرة في ريف فلسطين في حدائق المتحف، وتفعيل الحياة فيها، إذ تشكّل هذه المناطير معلمًا مهمًّا في المشهد الريفي الفلسطيني. ومثل غيرها من أنماط العمارة التقليديّة، فهي مهدّدة بالاندثار نتيجة النموّ العمراني المتسارع، والفجوة الهائلة بين الأجيال التي حوّلتها إلى آثار معزولة ومتروكة تمامًا، حتى لم يعد هناك اهتمام بمعرفة الغاية منها وطريقة بنائها، وهو ما قد يؤدّي خلال سنوات قليلة قادمة إلى انقراض الأسلوب التقليدي في إنشائها، وتحويلها إلى أبنية منسيّة قابلة للهدم والتدمير. وعدا عن القيمة الفنّيّة لاحتضان هذا العمل في حدائق المتحف، فإنّه يمثّل أيضًا قيمة تعليميّة هامّة. ومن هنا، ارتأى المتحف الفلسطيني ضرورة إحياء هذا النمط المعماري، من خلال بناء نموذج حيّ يمثّل صورة طبق الأصل عن المناطير التي تنتشر في الريف الفلسطيني، بالشكل الدائري المخروطي الذي يعتليه "العريش"، على أن يتمّ بناؤه بالطريقة التقليديّة، وبحجارة طبيعيّة مماثلة لتلك المستخدمة في بناء السلاسل. يكتسب هذا العمل أهمّيّة خاصّة، ليس فقط من حيث الفكرة والشكل المعماري، إنّما أيضًا من حيث طريقة البناء والتنفيذ، كما يحمل قيمة عاطفيّة تربط الفنّان بذكرياته عن المنطار والمشهد الطبيعي الفلسطيني بشكل عامّ، والتي تمثّلت بشكل لافت في مختلف أعماله الفنّيّة. المنطار، 2019. حجر سناسل طبيعي. الارتفاع 3,50م - القُطر 6,60م.
تفاصيل القطعة
