يعدُّ الإجاص من أشجار الفاكهة، ويُعتقد أن موطنه الأصلي يعود إلى الصين أو آسيا الصغرى، وتنتشر زراعته حاليًا بشكل أساسي في الصين وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. شاعت زراعة الإجاص منذ القدم، فقد وجدت دلائل على زراعته منذ ألف عام قبل الميلاد، وانتشرت زراعته لدى الرومان، وكانت ثماره تُستعمل دواء لدى بعض الحضارات.
إمّا أن تتكون براعم أشجار الإجاص الزهرية قِمّيّة على أغصان طويلة، أو جانبية على دوابر (أغصان قصيرة جدًا)، لتعطي هذه الدوابر بعد عامين أو أكثر حِمل الأشجار الأساسي، وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار عند التقليم. وتتباين أصناف الإجاص في متطلباتها للتلقيح، فبعض الأصناف ذاتية التلقيح (كصنف البارتلت)، وبعضها الآخر بحاجة لتلقيح خلطي، وبعضها ينتج ثمارًا دون إخصاب كامل (بناتي)، ولذا ينصح بزراعة ما لا يقل عن صنفين مختلفين متوافقين لضمان حِمل كثيف للأشجار.
نُظر إلى الإجاص منذ القدم باعتباره إحدى البركات لقيمته الغذائية العالية، فتُعدُّ ثماره مصدرًا جيدًا للألياف وفيتامينات (C) و(K)، ومجموعة من المواد الطبيعية المسماة الفلافونويدات Flavonoids التي تتراكم بشكل كبير في قشور الثمار، والتي أثبتت الأبحاث العلمية فعاليتها العالية في الوقاية من أمراض خطيرة، وفي مقدمتها أمراض القلب، والنوع الثاني من السكري. ولتقدير مدى غنى ثمار الإجاص بالألياف، يمكن الإشارة إلى أن حبّة واحدة تكفي لتغطية ما يُقارب ربع احتياجات الإنسان اليومية، الأمر الذي يساعد كثيرًا في منع حدوث الإمساك. من جانب آخر، تحوي الثمار نوعًا من الألياف الذائبة (بكتين)، التي لها خصائص رائعة لتحسين صحة الأمعاء.
تنتشر في فلسطين أنواع بريّة ومُستزرعة من الإجاص. الإجاص البرّي (ذو الاسم العلمي pyrus syriaca) الذي يسمّى شعبيًا «إنجاص بري» يقاوم الجفاف، وأشجاره متساقطة الأوراق، وتنمو على أغصانه أشواك حادّة قوية، وينتشر أساسًا في المناطق الجبلية من فلسطين، كجبال الخليل والقدس ونابلس والجليل. تزهر أشجار الإجاص البرّي خلال شهري آذار ونيسان، لينتج أزهارًا بيضاء ذات أسدية قرمزية يبلغ جمالها ذروته في فصل الربيع. تنضج الثمار في آب وأيلول، ولا تصلح للأكل إلّا بعد نضجها التام لقساوتها. وكان المزارعون قديمًا يأكلون ثمار الإجاص البرّي قبل انتشار أصناف الإجاص الحديثة، ولذا شكّلت هذه الشجرة موردًا للطعام، كما الزعرور. واستعملت نباتات الإجاص البرّي كأصول متحمّلة للجفاف ومقاومة لديدان الساق. أما حاليًا فيطعَّم الإجاص العادي على كثير من الأصول، منها البذرية، وهي مقاومة للكلس، أو يطعَّم على سفرجل، وهو مقزّم للأشجار.
على النطاق التجاري، يزرع الإجاص على نطاق محدود في فلسطين، ولكنه يتواجد بصورة أكبر في الحدائق المنزلية، وأغلب ما نستهلكه منه مستورد. ولا يرد للإجاص ذكر في الموروث الشعبي الفلسطيني.
المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019