العائلة البقوليّة (الفوليّة) Fabaceae
يبدو أن الاسم الإنجليزي carob مشتق من الكلمات العربية «الخرُّوب» أو «الخرنوب»، أما الاسم العلمي بمقطعيه (Ceratonia, Silique) فيعني «قرن»، والتسمية الإنجليزية الثانية (St. John’s bread) جاءت من اعتقاد المسيحييّن أن الخرُّوب كان طعام النبي يحيى في البرية.
شجرة الخرُّوب دائمة الخضرة، قد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ساقها سميكة ولحاؤها خشن بلون رمادي إلى بني، أما لون أغصانها الصغيرة فبنّي محمرّ. وأوراقها ريشية متبادلة على الساق، وتكون أزهارها في مجاميع على شكل سنبلي تنشأ في إبط الأوراق أو على السيقان المتخشبة أو على الساق، كما أن الأزهار الأنثوية لا تحمل بتلات، ويحوي التويج كمية كبيرة من الرحيق، أما البذور فتكون مكوّرة بغطاء قاسٍ وناعم الملمس، وتحوي البذور والثمار ما يسمى «عسل الخرُّوب»، وهو ذو مذاق حلو. يزهر الخرُّوب في فصل الخريف، وبعد العقد تنشأ ثمار متطاولة قاسية تنضج بعد عام.
الخرُّوب ثنائي المسكن، وقد تكون الشجرة أحيانًا أحادية المسكن، وعليه فهناك ثلاث حالات تتعلّق بجنس الشجرة، فقد تكون شجرة مذكرة أو شجرة مؤنثة أو شجرة تحمل الأزهار الذكرية والأنثوية معًا، وتكون الأزهار الذكرية حمراء اللون وتنشر رائحة سيئة، بينما الأزهار الأنثوية خضراء وتحوي على مبيض فقط، ولا يوجد للأزهار محيط زهري واضح (كأس وتويج).
ينتشر الخرُّوب بصورة واسعة في شمال فلسطين، خصوصًا في المناطق الجبلية، ويعتبر من النباتات الأصيلة في بيئة حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكن بعض الدلائل تشير إلى منشئها الأصلي في إيران. أما استعمالاتها، فيأكل قرونها البنية اللون والناضجة كل من الإنسان والحيوان، وكذلك يمكن سحقها وغليها، وعندما يبرد الخليط يشتد قوامه ليصبح هلاميًا، وتسمّى هذه الأكلة بالخبيصة، أما القرون الخضراء فكانت تُسحق وتُعصر وتُضاف العصارة إلى الحليب وتُغلى معه، وكانت هذه الأكلة تعرف بالأمكيكة، كما يصنع الدّبس والشراب من قرون الخرُّوب الناضجة.
يقال إن للخروب أهمية طبية، وكتب ابن سينا: إذا دلكت الثآليل بالخرُّوب الفجّ دلكًا شديدًا أذهبتها البتة (الخرُّوب الفجّ هو القرن الأخضر). ومن الأمور المرتبطة بالخرُّوب القيراط، وهو وحدة قياس وزن الذهب والألماس، وكذلك يستعمل وحدة قياس للأرض، والتسمية مشتقّة من اسم الخرُّوب Ceratonia، ويعود إلى وزن بذرته المقاومة للتلف، والذي يتساوى دائمًا لمعظم بذوره. وسواء قسنا به الذهب أو الأرض، فإن العدد 24 قيراطًا يشكل نسبة 100% من الشيء، فالذهب ذو عيار 21 يعني أن نسبة الذهب 21 قيراطًا من أصل 24، وعندما يملك الإنسان 4 قراريط من قطعة أرض، فهذا يعني أنه يملك 4 من 24 قيراطًا. وارتباطًا بتلك البذور، كان الناس قديمًا يضعونها في وعاء فخاري يوضع في حفرة لتعليم حدود للأرض، ويلجأ إليه الناس عند الاختلاف على الحدود.
ومن الاعتقادات التي سادت أن شجرة الخرُّوب مسكونة بالأرواح الشريرة، ويطيب للناس الجلوس والاستراحة في ظلها الوفير، ولكن دون النوم تحتها، خصوصًا في الليل.
لم يرد ذكر الخرُّوب كثيرًا في الأمثال الشعبية، والمثل التالي يعكس صعوبة تناول كبار السن لقرون الخرُّوب الصلبة، وربطه بصعوبة التعامل مع بعض البشر، ويقول المثل: «هو زيّ قرون الخرُّوب، ما بنعظ ولا بنمدغ».
المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019