عائلة التُّوتيّات Moraceae
يعود الموطن الأصلي للتُّوت الأسود (Morus nigra) إلى غرب آسيا، ولا يشيع وجود هذا النوع منه في بلادنا، بينما يشيع لدينا وجود التُّوت الأبيض (Morus alba) الّذي يعود موطنه الأصلي إلى شرق آسيا، وتحمل أسماء كلا النوعين العلمية معانيًا، فالمقطع Morus يعني «توت» والمقطع nigra يعني «أسود» والمقطع alba يعني «أبيض».
كما يعرف التُّوت الأسود أيضًا بالتُّوت الشامي، وتبدأ ثماره خضراء ثم تتحوّل إلى الأحمر الغامق لا الأسود، وتتميّز الأسطح السّفلى لأوراقه بكونها وبريّة جدًّا، كما أنّ الشجرة لا ترتفع كثيرًا، على عكس شجرة التُّوت الأبيض الأضخم، وذات الأوراق الأقلّ وبرًا، وتكون ثمار التُّوت الأبيض الناضجة بيضاء أو حمراء، ويعرف هذا التُّوت بأسماء عدّة منها التُّوت البلدي والتُّوت العادي، ويعتقد البعض أنّ التُّوت الأسود أفضل طعمًا من الأبيض، ولا يشكل أيّ من نوعي التُّوت غابات في فلسطين بل هما أصناف مزروعة. بالرّغم من الاختلافات المذكورة سابقًا إلّا أنّ هناك بعض الصفات المشتركة بينهما، مثل أنّ أزهارهما وحيدة الجنس ولكنّ الأشجار قد تكون أحاديّة المسكن أو ثنائيّته، كما يفرز النوعان عصارة بيضاء عند خدشهما.
عرف التُّوت بفوائده الكثيرة، مما جعل أهل الشام يزرعونه بكثرة منذ القدم، وكذلك عرف بفوائد أوراقه للحيوانات الدّاجنة، كما استخدم خشبه أيضًا لصنع الأواني وألواح تقطيع اللحم الخشبيّة، إضافة إلى الاستظلال بفيء شجره، وله فوائد في تربية دودة القزّ لإنتاج الحرير من المادة البروتينيّة المُكوّنة لشرنقة اليرقة والتي تفضّل العيش على شجرة التُّوت الأبيض، والحديث ليس عن دودة بل عن يرقة حشرة العث (Bombyx mori) التي تتغذّى على ورق التُّوت، ثمّ تبني حولها شرنقة لتكمل دورة حياتها داخلها، إلّا أنّ تربية الدودة سرعان ما اندثرت وتراجعت زراعة التُّوت في بلاد الشام بسبب المضاربة الغربيّة لإنتاج الحرير الصناعي.
يؤكل التُّوت عن الشجرة مباشرة، أو يلقى على فراش وحصائر تحت الشجرة، ثمّ يُجمعُ بهزّ الشجرة أو تتساقط الثمار من تلقاء نفسها، وتباع بعد ذلك في المدن، وسمّيت الحبّة ذات الحجم العادي «كبش» أما الكبيرة فسمّيت «جمل».
وغنّينا في موروثنا الشعبي للتُّوت كثيرًا، وممّا غنّيناه:
يا توتة الدّار صبرك على الزّمان إن جار
لا بد ما نعود مهما طوّل المشوار يا ويلي
يا توتة الدّار حلّفتك بفرقتنا
خلّي جناك حمم على الغاصب الغدّار يا يابا
أووف أووف أووف
المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019