بثّ حي: معرض للفنّان محمّد صالح خليل

ليست المجرزة في غزّة فعلًا ماضيًا نقرأ عنه في الكتب والأرشيفات، بل فعلًا مضارعًا مستمرًّا، نراقب حدوثه أمام أعيننا، ونسمع صوته العالي عبر الأثير، ونرى أثره في وجوه الناس، وفي لفتاتهم، وصمتهم، وانطفاء أعينهم. وفي الليل، عندما ينام العالم، ونضع رأسنا فوق الوسادة، تصحو المجزرة في مخيّلتنا، وتصرخ في منامنا.

كجغرافيا، كان الفصل بين الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة والداخل المحتلّ يتبدّد في المظاهرات، التي أخذت تختفي من الشارع شيئًا فشيئًا، مع صوت الهتاف الذي كان يتردّد عاليًا، استجداءً مرّةً وتنديدًا مرّةً أخرى، وما زلنا نتذكّر كيف كانت المجزرة هناك تعني غضبًا هنا، والمجزرة هنا تعني غضبًا هناك.