الجولات

تُضفي الجولات بعدًا تفاعليًّا لبرامج المتحف، وتسمح في تحويل التجربة المتحفيّة إلى تجربة حيّة يخوضها الجمهور عبر تماس مباشر مع الحدث والمكان والذاكرة، وبالتالي فإنّها تمثّل جزءًا حيويًّا في الجسم المتحفي، ينخرط خلالها الجمهور بكامل حواسّهم، ويستقبلون المعرفة والمتعة فيزيائيًّا دون حواجز. تتنوّع جولات البرنامج العامّ، وتطول وتقصر وتتكرّر حسب الغاية التي صمّمت لأجلها، كما أنّها تنفّذ إمّا داخليًّا في أروقة المتحف وحدائقه، أو خارجيًّا في أماكن تشكّل نقطة مفصليّة أو تحمل ذاكرة وتاريخًا مهمًّا يتقاطع مع المعرض أو البرنامج القائم في حينه. فمثلًا، يشارك زوّار المتحف سنويًّا في عشرات الجولات التي تُنفّذ في معارضه برفقة مرشدين، أو في حدائقه برفقة أخصّائيّين في علم النبات، إضافة إلى جولات في غرفة المجموعات الدائمة، يطّلعون خلالها على القطع والأرشيفات والصور والأزياء التراثية، وجولات في مختبرات ترميم الوثائق والأقمشة، للاطّلاع على عمليّة الترميم عن كثب. ينفّذ البرنامج أيضًا جولات بالشراكة مع مؤسّسات وجمعيّات ثقافيّة، أو مع باحثين وأكاديميّين وفنّانين، تهدف إلى تسليط الضوء على ثيمة من ثيمات أحد المعارض، أو التعريف بتاريخ حرفة ما، أو التعرّف إلى التاريخ الاجتماعي أو السياسي أو الحضاري لمنطقة أو بلدة أو مدينة أو حيّ. تغذّي هذه الجولات الفضول العامّ حول قضايا أو خفايا تثيرها معارض المتحف وبرامجه، وتمنح الجمهور فرصة لخوض تجربة حقيقيّة حول المواضيع التي قلّما تمّ تناولها في السياق الفلسطيني.