استقبل المتحف الفلسطيني منذ افتتاح معرضه "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني" في آذار الماضي وحتى الآن أكثر من 11 ألف زائر. واستقطبت فعالياته خلال حزيران مئات الزوار من مختلف الفئات العمرية، والتي تنوعت ما بين ورش فنية، وأيام عائلية ولقاءات فكرية.
وبدأت فعاليات حزيران بتنظيم ورشة فنية بعنوان "على الجانب الآخر من الصمود: محاكاة الهشاشة التي ينطوي عليها التطريز باستخدام الأوريغامي" بالشراكة مع أوريغامي فلسطين، حيث شارك فيها حوالي 50 طفلًا مع عائلاتهم، وهدفت إلى ملامسة المفاهيم المتعلقة بالتطريز والتي يتطرق لها معرض "غزْل العروق" من خلال تقنية طي الورق "الأوريغامي". وقام الأطفال باستخدام الورق كوسيط فني لإنتاج أشكال تحاكي وحدات التطريز الفلسطينية.
هذا ونُظمت جلسة نقاش تفاعلية بعنوان "اقتصاديات التطريز" مع أستاذة الاقتصاد في جامعة بيرزيت، د. سامية البطمة، والتي تحدثت عن التحولات في شكل إنتاج التطريز، والأبعاد السياسية والاجتماعية التي خلّفتها هذه التحولات، وتأثير ذلك على واقع النساء وعلى جوهر التطريز.
واستكمل المتحف تنظيم سلسلة استكشاف مجموعات معرض "غزْل العروق" عن قُرب، والتي ركزت على المجموعات الإثنوغرافية والفنية في متحف جامعة بيرزيت، والذي يعد واحد من المقرضين الرئيسيين للمعرض، تحدث فيها كل من الفنانة ومؤسِسة متحف جامعة بيرزيت فيرا تماري، ومسؤول المجموعات في المتحف الفلسطيني بهاء الجعبة، عن أهمية مجموعة متحف الجامعة متمثلة بمجموعة توفيق كنعان للحجب والتمائم الفلسطينية ومجموعة الأزياء الفلسطينية، إضافة إلى المجموعات الفنية، وعن التجربة الاستثنائية في اقتنائها والمحافظة عليها وتطويرها، إضافة إلى استعراض تجربة وجود الأثواب الفلسطينية كأساس ومصدر ملهم لمعارض فنية نوعية، نظمها متحف الجامعة وتناولت تاريخ التطريز والأزياء الفلسطينية من منظور نقدي.
وتوّج المتحف فعاليات حزيران بيوم عائلي بعنوان "تمثّلات التطريز في الأغاني والدبكة الشعبية"، استقبل أكثر من 1200 شخص، استمتعوا بالعروض الفنية التي قدمتها فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية وفرقة الزنار النسائية في حدائق المتحف الفلسطيني ومسرحه الخارجي، والتي مثلت الجانب الأدائي والتجسيدي للتطريز بأجمل صوره.
كما نظم المتحف سلسلة من الجولات الإرشادية لمجموعات من مختلف المدن الفلسطينية بما فيها الداخل الفلسطيني المحتل، ومجموعات سياحية من الخارج. تجاوز عدد المشاركين فيها أكثر من 400 زائر.
في ذات السياق، أطلق المتحف فعاليات شهر تموز والتي انطلقت مع جلسة نقاش بعنوان "بورتريهات المرأة الفلسطينية بين التمثيل الواقعي والاستشراقي قدمها الباحث د. عصام نصار، كما يتضمن البرنامج حكاية عن مجموعة متحف التراث الشعبي- دار الطفل العربي، والذي يعد من المقرضين الرئيسين لمعرض "غزْل العروق" إضافة لجولة في متحف التراث الشعبي في القدس، و جلسة "استكشاف المجموعات عن قرب: قراءة في تاريخ بيت لحم من خلال التطريز"، مع جورج الأعمى، كما ينظم المتحف مشروع فني بعنوان "التطريز: سرد ومشاركة" وهو جزء من مشروع فني دولي يدعى Stitch Project، يهدف إلى توسيع وتعزيز الحوار بين فنانين من دول مختلفة من العالم وبين الجمهور العام، ليكون بمثابة مساحة للتعارف والتشبيك والحوار والمعرفة والإلهام. وتمتد فعالياته على مدار ثلاثة أيام وتتضمن: يوم مفتوح: فرصة تطريز وتعارف، قعدة شاي وتطريز مع تيتا، وورشة إنتاج أصباغ طبيعية من نباتات الحديقة.
يُذكر أن المتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي، يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها، كما يوفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليميّة والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، وهي مؤسسة أهلية غير ربحية، تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في فلسطين ولبنان. وتحتفي هذه السنة بـ 35 عامًا من العطاء المتواصل والعمل الإنساني والتنموي.