المتحف الفلسطيني يطلق كتالوغ "بلدٌ وحدُّهُ البحرُ"

Image

بيرزيت،: أطلق المتحف الفلسطيني كتالوغ "بلدٌّ وحدُّهُ البحرُ: محطّات من تاريخ السَّاحل الفلسطيني"، والذي يأتي تتويجًا للجهد البحثي الذي رافق المعرض الحالي، ويتضمّن إضافات إلى المادّة البحثيّة، وصورًا لجُملةٍ من الموادّ الأرشيفيّة والأعمال التركيبيّة والفنيّة من المعرض، كما يضمّ مقالَين مُساهمَين لكلّ من المُستشارَين التاريخيَّين للمعرض، د. عادل منّاع، بعنوان: "الفردوس المفقود بين عكّا، عاصمة ظاهر العمر، وحكومة عموم فلسطين في غزّة"، ود. محمود يزبك، بعنوان: "يافا: المشهد الثقافي في أواخر العهد العثماني".

يتناول الكتالوغ رواياتٍ مُختارةً؛ تركّز الأولى على صعود عكّا في منتصف القرن الثّامن عشر، لينتقل إلى روايةٍ ثانيةٍ تتناول صعود يافا في القرن التاسع عشر، والتّركّز التدريجي في الاقتصاد ورأس المال في مدن السَّاحل، وما رافقهُ من تنامٍ للنّفوذ الأوروبي منذ منتصف القرن التاسع عشر، والذي قاد في القرن العشرين إلى النَّكبة وسقوط "البلاد".

تضمّنت فعاليّة إطلاق الكتالوغ في المتحف الفلسطيني نقاشًا، شارك فيه كلٌّ من: قيّمة المعرض، إيناس ياسين، و د. عادل منّاع، ود. محمود يزبك، حاورهم د. سليم أبو ظاهر.

افتتحت الفعاليّة مدير عام المتحف، د. عادلة العايدي – هنية، وأشارت إلى أهميّة إطلاق كتالوغٍ مرافقٍ للمعرض الحالي، الذي يُقدّم محطّات من تاريخ السَّاحل الفلسطيني، مُنطلقًا من منتصف القرن الثامن عشر ليتوقّف عند خمسينيّات القرن الماضي، مُتيحًا بذلك قراءةً مُتجدّدةً لحدث النَّكبة عبر محطّاتٍ تاريخيّةٍ امتدّت على طول مئتَي عامٍ من الزّمن. كما أكّدت على أنّ المعرض مستمرٌّ حتّى 30 حزيران 2023.

أدار النقاش د. سليم أبو ظاهر، واستهلّ حديثه بالتعريف بالمعرض، منوّهًا إلى الفترة التاريخيّة الواسعة التي تناولها، ومشيرًا إلى أهميّة وجود مرجعٍ تاريخيٍّ حول السَّاحل الفلسطيني، يعتمد على المصادر الأوّليّة، مثل الأرشيفات.

من طرفها، تحدّثت قيّمة المعرض، إيناس ياسين، حول تجربة التجهيز للمعرض والكتالوغ المرافق، والتي اشتملت في ثناياها على العديد من الحيثيّات والتفاصيل المتشابكة تاريخيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وخرجت إلى النور بعد جهدٍ كبيرٍ من البحث والمتابعة.

من جانبه، قال د. عادل منّاع إنّ سعي "ظاهر العمر" إلى إعادة إعمار السَّاحل الفلسطيني جاء في أكثر من إطار، أحدها بحثه عن موطئ قدمٍ في بقعةٍ جغرافيّةٍ تشكّل عاصمةً لدولته الواقعة ضمن حدود الإمبراطوريّة، وثانيها بحثه عن منفذٍ إلى البحر بعيدٍ عن السيطرة العسكريّة العثمانيّة البريّة، وبالتأكيد محاولته لتعزيز دور السَّاحل الفلسطيني كمحورٍ اقتصاديٍّ ومعبرٍ هامٍّ نحو العُمق العثماني. 

فيما قال د. محمود يزبك إنّ المعرض يتطرّق، أيضًا، إلى فترة الحكم المصري في فلسطين، والذي أدّى إلى نشوء ضواحٍ للطبقة العاملة ساعدت يافا السكّانيّة على الصعود، كما أثرّت على الحياة الثقافيّة في المدينة في فترة التنظيمات وتزايد التدّخلات الأوروبيّة.

 لمعرفة المزيد عن هذا الإصدار، بإمكانكم الحصول على نسختكم من دكّان هدايا المتحف الفلسطيني، كما لا يزال بإمكانكم زيارة معرض "بلدٌ وحدُّهُ البحرُ: محطّات من تاريخ السَّاحل الفلسطيني" حتّى منتصف صيف هذا العام.

ويُذكر أنّ المتحف الفلسطيني جمعيّةٌ غير حكوميّةٍ ثقافيّةٌ مُستقلّةٌ، مُكّرسةٌ لتعزيز ثقافةٍ فلسطينيّةٍ منفتحةٍ وحيويّةٍ على المستويَين المحلّي والدولي. يُقدّم المتحف ويساهم في إنتاج رواياتٍ عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديدٍ، كما يوفّر بيئةً حاضنةً للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث المُبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافيّة المُعاصرة في فلسطين.