المتحف الفلسطيني يفتتح معرض "مربّع سكني" للفنّان رأفت أسعد ضمن التظاهرة الفنيّة لأجل غزّة

Image

أعلن المتحف الفلسطيني، اليوم، عن افتتاح معرض فردي للفنّان رأفت أسعد تحت عنوان "مربّع سكني"، ضمن التظاهرة الفنيّة التي أطلقها في شباط الماضي، وفي سياق عمله المتواصل والحثيث في سبيل حشد الجهود الثقافيّة من أجل شعبنا الفلسطيني، وبينما لا يزال شعبنا في غزّة يعيش تحت وطأة نيران حرب الإبادة التي تستهدف حياته ومقدّراته الإنسانيّة والثقافيّة وأسباب بقائه، والتي تجعل من دعم صموده مسؤوليّتنا جميعًا، وبينما لا يزال شعبنا في الضفّة الغربيّة يعيش تحت وطأة عنف المستوطنين.

في معرضه "مربّع سكني"، يحاول الفنّان رأفت أسعد التعليق على سؤال الجدوى، تحديدًا في ظلّ الحرب المستمرة على قطاع غزّة، وتغوّل الاحتلال في القتل والتدمير وارتكاب الجرائم المُفجعة، واقتصار أفعالنا، نحن البعيدين، على مراقبة الموت عن كثب، وعدّ ضحاياه، والإنصات إلى استغاثات المكلومين في ليل معتم.

يضمّ المعرض أربع مجموعات من أعمال الفنّان، أنتجها على امتداد فترات زمنيّة مختلفة، هي: "فسفور أبيض" (2009)، و"غزّة مرحبًا" (2012)، و"مشهد غير طبيعي" (2012)، و"مربّع سكني" (2024). وتتناول المجموعات في مجملها عددًا من الموضوعات والقضايا التي تمسّ حياة الفلسطينيّين في غزّة، مثل أثر الحصار الخانق على الإيقاع اليومي لساكنيها، وما ترتّب عنه من محدويّة كميّات الوقود المسموح بدخولها، وبالتالي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تحوّل ليل غزّة إلى ظلام دامس، وعزل غزّة فيزيائيًّا وأثيريًّا، بعد أن استهدفت آلة الحرب الإسرائيليّة شبكة الاتّصالات، وقطعت الخيط الأخير المتبقّي بيننا وبين أهلنا في غزّة. كما تُضيء مجموعة الأعمال على توظيف الاحتلال الإسرائيلي للإسمنت في استخدامات مغايرة لوظيفته الطبيعيّة، وتحويله من مادّة نبني منها بيوتنا لتكون لنا أمنًا ومأمنًا، إلى مادّة للقتل بعد أن صارت تسقط فوق رؤوس ساكنيها بفعل الصواريخ.

بدوره، يقول الفنّان رأفت أسعد: "مع الحرب الأخيرة على قطاع غزّة، وجدت نفسي مشوّشًا وغير قادر على فعل شيء تجاه هذا العنف والقتل والهجوم والإبادة، وهنا بدأ يلّح عليّ سؤال الجدوى؛ جدوى العمل وجدوى الفعل، أي التساؤل حول مدى جدوى ما نفعله. مع الوقت، ومع اقتصار فلعنا على الجلوس أمام التلفاز، ومع كثافة الأخبار التي تصلنا حول تدمير مربّعات، وعمارات، وأبراج سكنيّة، شعرت بضرورة العودة إلى الأستوديو لفعل شيء حيال هذه المجزرة، وبدأت الربط بين فكرة اللّون الرمادي، كلون قاتم لا تعريف له، وبين الموت الذي يحدث في غزّة، وإنتاج مجموعة من الأعمال أطلقت عليها  عنوان "مربّع سكني".

يُشار إلى أنّ هذا المعرض واحد من سلسلة المعارض الفرديّة التي قرّر المتحف الفلسطيني استضافتها لفنّانين فلسطينيّين انشغلوا بتوثيق الحروب، بحيث أصبحت جزءًا من مشروعهم الفنّي.

ويُذكر أنّ المتحف الفلسطيني جمعيّة غير حكوميّة ثقافيّة مُستقلّة، مُكرّسة لتعزيز ثقافة فلسطينيّة منفتحة وحيويّة على المستويَين المحلّي والدولي. يُقدّم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، كما يوفّر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث المُبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافيّة المُعاصرة في فلسطين.