أعلن المتحف الفلسطيني، اليوم، عن افتتاح معرضه ""بلدٌ وحدُّهُ البحرُ: محطّات من تاريخ السّاحل الفلسطيني"، للقيّمة الضيفة إيناس ياسين ومساعد القيّم أحمد الأقرع، والذي يستمر حتى 31 تشرين الأول 2022.
يشكّل معرض "بلدٌ وحَدُّهُ البحرُ"، والذي ارتكز على استشارة تاريخيّة من الأكاديميَّين والمؤرِّخَين د. عادل منّاع ود. محمود يزبك، تجربة معرفيّة وجماليّة نوعيّة جديدة في سرد الرواية التاريخيّة الفلسطينيّة. يقدّم هذا المعرض محطّات من تجارب وإنجازات شعب السَّاحل عبر قرون عدّة، رغم محاولات محو فلسطينيّته، إذ يُركز على تاريخ السَّاحل الفلسطيني في الفترة بين 1748 - 1948، ويتتبّع الإمكانيّات المُستقبليّة عبر إخضاع تجارب الماضي للتأمُّل والمراجعة. ينطلق المعرض من منتصف القرن الثامن عشر ويتوقّف عند العام 1948، مُتيحًا بذلك قراءة مُتجدّدة لحدث النّكبة عبر محطّات تاريخيّة امتدّت على طول مئتَي عامٍ من الزّمن.
يتناول المعرض روايات مُختارة؛ تركّز الأولى على صعود عكّا، وتُضيء على نماذج من التاريخ السّياسي والاقتصادي والعُمراني قبل تكوُّن مفاهيم الدولة الحديثة، لينتقل إلى رواية ثانية تتناول صعود يافا في القرن التاسع عشر، والتّركّز التدريجي في الاقتصاد ورأس المال في مدن السَّاحل، وما رافقهُ من تنامٍ للنّفوذ الأوروبي منذ منتصف القرن التاسع عشر، والذي قاد في القرن العشرين إلى النّكبة وسقوط "البلد".
تتنوّع موادّ المعرض بين الصور الأرشيفيّة النادرة، والقطع التاريخيّة من الحياة اليوميّة، والأعمال الفنيّة التركيبيّة، والفيديو آرت، واللّوحات الفنيّة، والخرائط التفاعليّة، والمقابلات والروايات الشفويّة، والوثائق التاريخيّة، لتُكوّن معًا أداة فحص لمفهوم الكيان السّياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تحقّق في وجود "البلد"، قبل وجود الدّولة الحديثة وقبل وجود الاستعمار، مُقدّمة تاريخ وحاضر أهل فلسطين على أرضهم كمُجتمع مُعقّد له استمراريّة تاريخيّة وعلاقة وثيقة وحميمة مع الأرض والبحر.
تقول د. عادلة العايدي – هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني: "يواصل المتحف، من خلال هذا المعرض، تحقيق رسالته في إنتاج ونشر تجارب معرفيّة تحرريّة عن فلسطين، شعبًا وثقافة وتاريخًا، ومع المطبوعات والفعاليّات العامّة والتربويّة والفكريّة التي سنقدّمها على مدار المعرض، نواصل إنتاج المعرفة في توليفة تجمع بين معرفة تاريخيّة محكّمة، ومادّة وثائقيّة غنيّة، وتدخّلات فنيّة وتصميميّة متعدّدة الوسائط، مع خلق مساحات لملامسة تجارب الماضي حسيًّا ومعرفيًّا".
من جهتها، قالت قيّمة المعرض الضّيفة إيناس ياسين: "استطعنا من خلال المعرض التركيز على روايات أهل البلد، والذي كان مُتحقّقًا بفعل تجاربهم الحيويّة المختلفة، وتوظيف التاريخ عبر تسلسل زمني يمتدّ على مدار مئتَي عام، من خلال في موادّ متنوّعة، تخلق للزائر تجربة حسيّة وبصريّة ومعرفيّة وتأمُّليّة مختلفة، وتضع النَّكبة في سياقها التاريخي الأوسع".
هذا ويتقدّم المتحف الفلسطيني بجزيل الشكر للفنّانين المشاركين في المعرض، وهم: عبد عابدي، منار الزّعبي، أمير نزار الزّعبي، رائد دزدار، بشّار خلف، ديما سروجي، شريف سرحان، عيسى غريِّب، سوزان غروثويس، ساشا خوري، نور أبو هشهش.
كما ويشكر المقرضين والداعمين، وهم: مديريّة أرشيف الجمهوريّة التركيّة، أمجد غنّام، الجامعة الأمريكيّة في بيروت، جورج الأعمى، جوناثان كوك، عائلة عبد السلام هنيّة، رائد دزدار، غيتي إيميجيز، مجموعة نينو – جامعة لايدن، عامر الشوملي ويارا عودة، مكتبة الكونغرس، مها أبو شوشة، مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، مؤسّسة عبد المُحسن القطّان، عبر منحة مشروع "الفنون البصريّة: نماء واستدامة" المموّل من السّويد، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بنك فلسطين.