البحر في المشهد الفلسطيني الفني والثقافي؛ ندوة المتحف الفلسطيني الثانية ضمن «قلنديا الدولي»

Image

نظم المتحف الفلسطيني ندوته الثانية ضمن « قلنديا الدولي» بعنوان «البحر في المشهد الفلسطيني الفني والثقافي» في مبنى المتحف الفلسطيني في بيرزيت، تحدث فيها كل من: د. إبراهيم أبو هشهش أستاذ الأدب الحديث في جامعة بيرزيت، د. سليم تماري الباحث والمؤرخ، ود. علاء حوراني (نيابة عن الفنان خالد حوراني) وأدارت النقاش فاتن فرحات الباحثة في السياسيات الثقافية.

بدأت الندوة بكلمة خالد حوراني التي تحدث خلالها عن أثر القوى الاستعمارية على فلسطين وعلى علاقة الفلسطينيين بالبحر وانعكاس الغياب القسري للبحر أو حضوره كما في حالة غزة، على الإنتاج الإبداعي الفلسطيني، مركزًا على الأثر الجليًّ الذي تركه غياب البحر القصري على وجدان الفلسطينيين وعيونهم في ممارساتهم الثقافية، مما أدّى إلى استعاضته بالتعاطي الوجداني والنوستالجي مع البحر الافتراضي، الأمر الذي نجده في الكثير من الأعمال التي أعلنت صراحة توقها للبحر الذي لا تعرفه مثل ما نراه في عمل الفنان عايد عرفة «خط الأفق» وعمله الآخر «بكجة بحر». مضيفًا أن المشهد الفني التشكيلي الفلسطيني يشهد حضورًا بصريًا متواضعًا للبحر وتمثيلاته وقصصه، ويكتفي بجانبه الشكلي مقتصرًا على اللون الأزرق أحيانًا وبعض السفن والأشرعة والأسماك.

ووصف إبراهيم أبو هشهش في مداخلته أن الأدب العربي والفلسطيني ليس أدب بحار، كما في الأدب اليوناني والروماني وغيرها، ولم يشهد الأدب العربي إنتاجًا عميقًا حول البحر كما هو الحال في الأدب العالميّ مثل رواية «موبي ديك» لـ هيرمان ملفيل وغيرها، أما في الشعر فقد كان للبحر مفهوم رومانسي. ويرى أبو هشهش أن محمود درويش هو أهم من كتب من الشعراء الفلسطينيين عن علاقته بالبحر، مشيرًا إلى تكرار كلمة البحر وحقولها الدلالية أكثر من 2000 مرة في شعره.

قدم سليم تماري ورقة بعنوان «العداء للبحر في الثقافة الشعبية الفلسطينية» متحدثًا عن دراسة أجراها حول علاقة الساحل بالجبل، شرح فيها أن رؤية البحر في الثقافة الفلسطينية لها تركيبات معقدة. وذكر في هذا السياق الإشارات السلبية والمبهمة التي وردت عن البحر في الأمثال الشعبية مثل قول «البحر غدار» و»ما بيجي من الغرب اللي بسر القلب»، مضيفًا أن لهذه العلاقة ما يمثّلها ويعكسها مثل تجنّب بناء القرى على الساحل الشرقي للبحر المتوسط باستثناء قرية واحدة هي قرية الجورة الفلسطينية. وتحدث تماري أيضًا عن الجانب الإيجابي الذي يتعامل به التراث مع البحر مشكّلًا علاقة عضوية إيجابية، تظهر واضحة في المواسم التي احتفى بها الفلسطينيون مثل موسم «النبي روبين» في يافا وموسم «أربعة أيوب» جنوب فلسطين.

وقد شارك في هذه الندوة عدد كبير من الحضور من الفنانين والمثقفين والطلاب وغيرهم، وسوف ينظم المتحف الفلسطيني ندوته الثالثة حول التطريز الفلسطيني في السياق السياسي وحضوره في الحياة المعاصرة يوم غد الخميس من الساعة الثانية والنصف حتى الخامسة والنصف في مبنى المتحف الفلسطيني في بيرزيت.