قيّم/ة المعرض بهاء الجعبة القيّم الضّيف عبد الرحمن شبانة القيّم المساعد ساندي رشماوي طُبِع في القدس: مُسْتَملون جُدُد هو معرض يبحث العلاقة بين المطبوعات وأهل المدينة، ويختبر حساسيّتهم تجاهها، سواء كان محتواها سياسيًا، أم تعليميًا، أم ثقافيًا، أم سياحيًا أم اقتصاديًا، من خلال تحرّي مهنة المُستملي، كما ويحاول تفكيك ثنائية الظهور والاختفاء التي اتّسمت بها منشورات التحرّكات المجتمعية وليدة المدينة، تلك التحرّكات التي ناورت المؤسّسات المسيطرة وأدوات رقابتها المفروضة على النسيج المديني المقدسي. تطوّرت الطباعة والعمليات المرتبطة بها لتتجاوز الآلات والشخوص، وتفرز أدوات جديدة غيّرت المفاهيم التقليدية المتعارف عليها، فلم تعد الورقة هي وسيط الكتابة الوحيد، ولم يعد تحرير المطبوعات ونشرها وتوزيعها يمرّ بذات القنوات دون التأثّر والخضوع للمستجدّات التي فرضها الواقع المعاصر. هل أنتج الواقع مُستملين جُدُدًا؟ ما هي طبيعتهم وما هو شكلهم؟ ما يحكم المُستملين الجُدُد في دورهم كوسيط بين المقدسيّين والمطبوعات في ظلّ هذا الواقع؟ المُسْتَملي هو القارئ لمخطوطة الكتاب الأصلية ومُمْليها على النسّاخين، وهو الوسيط بين المؤلّف وجمهور قرّائه. تاريخيًا، لم تستقرّ وظيفة المُستَملي كناقل للمحتوى، بل تجاوزت ذلك لتتّخذ بعدًا رقابيًا، حيث منع وحذف وروّج بما يتناسب مع معتقداته وتوجّهاته الفكرية. المُسْتَملي وظيفة قديمة اختفت كغيرها من الوظائف، عندما حلّت أصوات الآلات محلّ أصوات الآدميّين كنتيجة للحداثة. يعدُّ هذا المعرض المحطّة الثانية في رحلة معرض "طُبِع في القدس"، الذي افتُتِح في متحف التراث الفلسطيني في مؤسّسة دار الطفل العربي في القدس أواخر العام 2018، مستندين فيه إلى مجموعة المطبعة العصرية "مطبعة لورنس"، والتي تمّ التبرّع بمعظم أدواتها للمؤسّسة عام 1998، تلك المطبعة التي أُنشئت في أوائل الثلاثينيّات من القرن العشرين "فترة الانتداب البريطاني"، واستمرّت بالعمل حتى الثمانينيّات من القرن الماضي. يتوسّع المعرض الحالي في فكرة المعرض السابقة، مُستعرضًا دور المدينة السياسي والسياحي والثقافي، ويشير إلى موقعها المركزي في مجال طباعة وتطوير المواد التعليمية ونشرها، كما ويلقي الضوء على ومضات من حياتها الثقافية، وجوانب من حياة أهلها الاجتماعية، بالإضافة إلى استعراض نشاطها الاقتصادي والتجاري، وذلك عبر استكشاف مجموعة المطبعة العصرية وأرشيفات أخرى، واستقراء واقع المدينة المعاصر.