جولة في معرض بأمّ عيني

صور فوتوغرافيّة للمصوّرة جوس دراي
(جولة في السياق السياسي والاجتماعي في الأرض المحتلّة وشتاتها)

مع د. صالح عبد الجواد
الأربعاء، 9 نيسان | 12:00
اللغة: العربيّة

يأخذنا د. صالح عبد الجواد في جولة بصريّة ومعرفيّة داخل معرض "بأمّ عيني" للمصوّرة الفرنسيّة جوس دراي، التي تصف نفسها بأنّها "مصوّرة المقاومة". تربط د. عبد الجواد ودراي علاقة إنسانيّة عميقة، فقد رافقها خلال فترة وجودها في فلسطين، وعرّفها إلى عديد من العائلات الفلسطينيّة، ما أتاح لها الاقتراب أكثر من تفاصيل الحياة اليوميّة وتجارب الناس تحت الاحتلال.

في هذه الجولة، لن نكتفي بمشاهدة الصور، بل سنقرأها ونفكّكها ضمن سياقها التاريخي والاجتماعي والسياسي الأوسع، لنستعيد من خلالها لحظات مفصليّة من تاريخ المقاومة الفلسطينيّة، ونتأمّل ما تختزنه من سرديّاتٍ تتحدّى الغياب والنسيان.
 

عن المعرض

في معرض "بأمّ عيني"، نُدعى إلى الغوص في عمق الزمن الفلسطيني الحيّ، من خلال عدسة المصوّرة الفرنسيّة جوس دراي. في زمن كان فيه الوقوف إلى جانب فلسطين انتحارًا مهنيًّا، تجرّأت دراي على توثيق فظائع الاحتلال، ومتابعة مسيرة المقاومة في الأرض المحتلّة ومخيّمات اللجوء، من مجزرة صبرا وشاتيلا، مرورًا بالانتفاضة الأولى، وصولًا إلى أوسلو والانتفاضة الثانية.

لم يكن خيار التوثيق بالصوت والصورة متاحًا دائمًا في الحالة الفلسطينيّة، فكانت حكايتنا عُرضة للتشويه والإسكات، منذ لحظة التهجير الأولى. وفي خضمّ حرب الإبادة على غزّة، يبدو ما يجري وكأنّه مشاهد من أفلام رعب، لكن ما هو إلّا تكرار لماضٍ ظلّ مبهمًا، إلّا من بعض روايات كانت بالنسبة إلينا ضربًا من ضروب الخيال! كلّ صورة، وكلّ صرخة، وكلّ جسد مُسجّى، وكلّ هجرة إلى الجنوب، وكلّ نزوح في الخيام، وكأنّها تصوّر لنا قصّة لم نشاهدها، ولكنّنا حفظناها عن ظهر قلب.

ليست فلسطين نصًّا تراجيديًّا واحدًا، بل زمنٌ تتداخل فيه ملايين القصص، الفرديّة والجماعيّة، التي نُسجت من تجارب المقاومة، والحياة المريرة والمُلهمة في آن. هذا المعرض ليس مجرّد مجموعة من الصور الفوتوغرافيّة، إنّه أرشيف حيّ يوثّق لعلاقة متداخلة ما بين الماضي والحاضر، نعيد به فهم الماضي وتصوّر المستقبل، اللّذَين يدوران في دائرة "لا تبدأ إلّا لتنتهي، ولا تنتهي إلّا لتستمرّ" كما يقول غسّان كنفاني.