استقبل المتحف الفلسطيني 3000 زائر خلال الأسابيع الأولى لمعرضه الجديد "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني". كما بدأ المتحف تنفيذ فعاليات برنامجه العام وبرنامجه التعليمي، المرافقين للمعرض.
وينظم المتحف على مدار معرض "غزْل العروق" والذي يستمر حتى 25 آب 2018، سلسلة من البرامج التي تتناول أفكار المعرض، وتعمق معرفة الزوّار بموضوعه، وتثري تفاعلهم مع معروضاته، من خلال محاضرات تفاعلية، وندوات وحلقات نقاش، وندوة إطلاق كتالوج معرض "غزْل العروق"، واستكشاف القطع المتحفيّة عن قُرب، وحكايات يرويها المطرِّزون والمطرِّزات، وأيام مفتوحة وعائلية، كما يتضمن البرنامج التعليمي الذي يستند إلى مصادر تعليمية أنتجت خصيصًا لهذا المعرض، زيارات مدرسية تفاعلية، وبرنامج زيارات مع الجامعات، وبرنامجًا للمخيمات الصيفية، وجولات تفاعلية للجمهور العام.
وكان المتحف الفلسطيني قد بدأ برنامجه خلال شهر آذار بجولة تفاعلية مع قيّمة المعرض ريتشل ديدمان حضرها حوالي 80 مشاركًا، كما عقد جلسة نقاش بعنوان "استكشاف اللوحات الفنية" مع القيّمة د. تينا شيرول، تعرّف المشاركون فيها على آليات قراءة لوحات فلسطينية أيقونية معروضة في قسم النوع الاجتماعي (الجندر) في المعرض، جسّد فيها الفنّانون التطريز متمثّلًا عبر المرأة الفلسطينية في سياقات تاريخية واجتماعية متنوعة.
وأصدر فريق المتحف كتيّب "مسكتشفو ومستكشفات المتحف الفلسطيني" والذي يشمل مسارًا في المعرض، مخصصًا للفئة العمرية ما بين 6 إلى 9 سنوات، ويتعرض الأطفال والطلبة من خلاله لتجربة تعتمد على التفكير والملاحظة البصرية، والتخيل وتأمّل ثيمات المعرض والأثواب، والتعرف على القطب الفلسطينية، ومعرفة محطات هامة في التاريخ الفلسطيني بطريقة لا منهجية وممتعة. كما أنتج المتحف كتيّب "رفيق المعلمين والمعلمات في المتحف الفلسطيني" والذي يمّكن المعلم من تهيئة طلابه لزيارة المتحف، وتنفيذ مجموعة من النشاطات قبل زيارة المعرض وبعدها، لتعميق الفائدة المرجوة من المعرض.
وقالت زينة جردانه، رئيسة مجلس إدارة المتحف، "يحمل المتحف رؤية واضحة في تعزيز ثقافة التعلم غير المنهجي في بيئته، وإشراك مختلف فئات المجتمع في العمل الثقافي. يهمنا أن نكسر الحاجز بين العمل الثقافي والجمهور العام، وأن نقدم للطلبة تجربة ثقافية ومعرفية ممتعة، في ظل قلة الفرص التي قد يجدها الطلاب لنشاطات لا منهجية من هذا النوع".
هذا وكان المتحف قد أعلن عن برنامجه لشهر نيسان، وسيتضمن: يومًا مفتوحًا للعائلة في 6 نيسان، يشمل 11 محطة، يعمل الأهل وأطفالهم من خلالها معًا لتنفيذ قطع مطرزة، واشتقاق أصباغ الأقمشة التقليدية، وممارسة الألعاب المحفزة للتفكير، وتمثيل الأثواب المطرزة باستخدام الأوريغامي، والتفاعل مع قصص شيّقة يحكيها المطرِّزون والمطرِّزات، إضافة إلى ذلك سيبدأ المتحف سلسلة استكشاف المعروضات عن قُرب مع د. سونيا نمر والتي ستتحدث عن ثوب الجليل، كما ستروي مها أبو شوشة، والتي تعد واحدة من أبزر مقتني المجموعات المطرزة، رحلة بحثها عن ثوب أبو شوشة، وسيُنظم المتحف لقاء عائليًا لتعلُّم التطريز باستخدام غرزة الفلاحي التقليدية، ومحاضرة بعنوان "كتابة تواريخ مناطق فلسطين المتعددة". وسيعلن المتحف عن برنامجه المتجدد كل شهر عبر موقعه الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن معرض "غزْل العروق" يتناول التطريز الفلسطيني من خلال بحث علاقته بالنوع الاجتماعي (الجندر)، والطبقات الاجتماعية، وموازين سوق العمل، وظواهر تسليعه، متتبعًا تحوّلاته من ممارسة ذاتية مدفوعة بالحب والشغف إلى رمز للتراث الوطني ثم إلى منتج يُتداول في الأسواق العالمية.
والمتحف الفلسطيني مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي، يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد، كما يوفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليميّة والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، وهي مؤسسة أهلية غير ربحية، تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في فلسطين ولبنان. وتحتفي هذه السنة بـ 35 عامًا من العطاء المتواصل والعمل الإنساني والتنموي.