يحتفي المتحف الفلسطيني مساء اليوم بتدشين مبناه في عرض فني يحمل رسالة المتحف ورؤيته الثقافية في احتضان الذاكرة الفلسطينية، وليعبر عن فكرة المتحف وجوهر عمله وجمالية مبناه فوق تلال بيرزيت على تلة مشرفة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتكريماً لكل من ساهموا في صناعة هذا الإنجاز.
جاءت فكرة العروض الفنية من المخرج المسرحي الفلسطيني أمير نزار زعبي، بمشاركة مجموعة من الراقصين تقودهم مصممة الرقص سمر حداد كنج ومجموعة من الموسيقيين المنفردين من مختلف أنحاء فلسطين بقيادة الملحن فرج سليمان، إضافة إلى مجموعة من الفنانين الإيطاليين على رأسهم فنان الضوء ماركو نيريو روتيللي، ليقدم المتحف عروضاً فنية متنوعة وفريدة مستوحاة من فكرة تصميم مبنى المتحف وحدائقه والذي ينسجم مع الطبيعة الفلسطينية، ومستلهمة من مواد أرشيف المتحف الفلسطيني التي بدء ببنائها، ومن الهوية والثقافة الفلسطينية.
تبدأ فقرات الحفل باستقبال الضيوف، على ألحان موسيقى الجاز الرائع، التي ستعزفها الفرقة الموسيقية. ثمَ سيتم مرافقة الضيوف إلى جولة عبر قاعة العرض والفضاء الزجاجي في المتحف، ليشاهدوا في قاعة المعارض عملاً فنّيّاً يدمج ما بين المشهدً الطبيعي والمشهد الصوتي، يؤدّيه خمسةُ راقصين، برفقة المغنية رشا نحّاس احتفاءً بإنجاز بناء المتحف. ليعبر الضيوف بعد ذلك خلال الفضاء الزجاجي والذي يفترش أرضيّته مخطط لخارطةٍ رمزية تشير إلى بعض أهمّ المدن والمخيمات الفلسطينية في فلسطين والشتات، ليتذكر الجميع أنهم جزء من القضية الأشمل، وليستمتع الضيوف في ذات الوقت بجمال الغروب فوق حدائقِ المتحف في أروع تجليات المشهد الطبيعي للبيئة الفلسطينيّة.
بعد جولة المعارض، سيتم دعوة الحضور للخروج إلى حدائق المتحف للاستمتاع بمقطوعات موسيقية يعزفها موسيقيون منتشرين بعفوية، وأغانٍ شعبية كلاسيكية تتحدّث عن النّباتات والحدائق التي يزخر بها التّراث العربيّ، بتوزيعٍ موسيقي جديد من تأليف الملحن فرج سليمان، وستقدّم المغنية لينا صليبي بعض هذه الأغاني.
أما الحدث الرئيس الذي سيحتضنه رِحاب المسرح الخارجي، فسيحتفي فيه الحاضرون بولادة المتحف الفلسطيني، وبتكريم أولئك الذين ساهموا في تحويل الحلم إلى حقيقة، ليبدأ بعدها العرض الفني الرئيس الذي صُمّمَ خصيصاً لهذه المناسبة والذي استُلهمَ من مواد أرشيفية للمتحف لتتبّع الحكاية الفلسطينية من خلال سلسلة من الصور الشعرية. وستبلغ مراسم التدشين أوجها مع العمل الذي صمّمه فنان الضوء الإيطالي ماركو نيريو روتيلي، الذي سيقدّم عرضاً ضوئياً أخّاذاً على واجهات المبنى الخارجية، تركّز ثيماته على الهويّة والثقافة، وستُدمج معها كتاباتٌ عربية بخط اليد وأشعارٌ فلسطينية في عملٍ بصريٍّ استثنائي يحمل رسالة المتحف.
يهدي المتحف الفلسطيني هذا العمل لكلّ من سقطوا شهداءَ وجرحى في صراعهم من أجل العدالة والكرامة والحرية في فلسطين، لأولئك الذين ابتلعتهم المنافي وسُلب حقّهم بالعودة، وأولئك الذين يقبعون ظلماً خلف قضبان السجون، ولكلِّ الصامدين أمام حصارهم داخل هذا الوطن.
يذكر بأنه بالإمكان مشاهدة البث الحي للحفل من خلال الموقع الإلكتروني للمتحف الفلسطيني وعبر شاشة تلفزيون فلسطين مباشر.
Image