المتحف الفلسطيني يطلق كتاب "هكذا نعود" للفنّانة فيرا تماري

Image

أطلق المتحف الفلسطيني يوم الأربعاء، الموافق 12 حزيران، النسخة العربيّة من كتاب "هكذا نعود: ذكريات أسرة فلسطينيّة في نقوش طينيّة وصور ونصوص"، للفنّانة الفلسطينيّة فيرا تماري، والذي صدر أوّلًا في نسخته الإنجليزيّة تحت عنوان RETURNING: Palestinian Family Memories in Clay Reliefs, Photographs and Text، ويمثّل تتويجًا لمشروع فنّي طوّرته بين الأعوام 1989 و1996.

أُنتجت هذه النسخة من الكتاب بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون، وبمساهمة من مؤسّسة دلّول للفنون والمتحف الفلسطيني، كما جاء إطلاق الكتاب خلال ندوة استضافها المتحف الفلسطيني في بيرزيت، شاركت فيها الفنّانة تماري، وحاورها د. سليم تماري، كبير الباحثين في مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة.

استهلّ د. تماري الحوار باستعراض مسيرة الفنّانة منذ بداياتها الدراسيّة، مشيرًا إلى مكانتها في المشهد الثقافي والفنّي الفلسطيني، وتميّزها في مجالات الخزف والنحت والفنّ المفاهيمي، إلى جانب مشاركاتها في معارض محليّة ودوليّة.

خلال الحوار، تناولت الفنّانة تماري فكرة الكتاب الذي يضمّ مشروعًا فنيًا مكوّنًا من خمس عشرة لوحة بارزة من الطين بعنوان "صور عائليّة"، استوحتها من صور التقطها والدها خلال عشرينيّات القرن الماضي وحتّى فترة النكبة. وقد وثّقت هذه الصور لحظات عائليّة ومناسبات اجتماعيّة وسياسيّة في القدس ويافا ومناطق أخرى، ما شكّل أرشيفًا بصريًّا نادرًا لعائلة من الطبقة الوسطى في فلسطين ما قبل التهجير.

أشارت تماري إلى أنّ هذا المشروع وُلد من شعورها بالحاجة الملحّة إلى توثيق حياة الناس والمدينة في تلك الحقبة، لا سيّما في ظلّ فقدان العديد من العائلات الفلسطينيّة صورها ووثائقها إثر النكبة. وقد قدّمت من خلاله الكتاب سردًا بصريًّا وشخصيًّا يعكس إيقاع الحياة اليوميّة لعائلتها، ويدعو القارئ إلى استعادة الذاكرة والانخراط في حالة ذهنيّة تحفّزه على التفكير في العودة.

يُذكر أنّ فيرا تماري فنّانة تشكيليّة فلسطينيّة وقيّمة معارض، وُلدت في القدس، وحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من بيروت عام 1966، وتخصّصت لاحقًا في فنّ السيراميك في فلورنسا عام 1974، ثمّ حصلت على ماجستير الفلسفة في تاريخ الفنّ الإسلامي والهندسة المعماريّة من جامعة أكسفورد عام 1984. كما شاركت تماري خلال مسيرتها في تعزيز الفنون والثقافة في المجتمع الفلسطيني، وعملت لأكثر من عشرين عامًا في جامعة بيرزيت محاضرة في الفنّ والعمارة الإسلاميّة، وأسّست متحف جامعة بيرزيت وأدارته بين عامَي 2005 و2010.

ويُذكر أنّ المتحف الفلسطيني جمعيّة غير حكوميّة ثقافيّة مُستقلّة، مُكرّسة لتعزيز ثقافة فلسطينيّة منفتحة وحيويّة على المستويَين المحلّي والدولي. يُقدّم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، كما يوفّر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث المُبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافيّة المُعاصرة في فلسطين.