أصدر المتحف الفلسطيني قائمة بمجموعة من المعارض الفنية التشكيلية الضائعة، ضمن نشرته الإخبارية. وتحت عنوان "17 معرضاً فنياً ضائعاً" سلّط المتحف الفلسطيني الضوء ولأول مرة على موضوع شائك يشكل محور حديث ساخن في كواليس الفن التشكيلي الفلسطيني، ويفتح نقاشاً حول مصير جزء هام من تاريخ الفن البصري الفلسطيني. ومن خلال مقابلات أجريت مع فنانين تشكيليين استطاع المتحف حصر 17 معرضاً جماعيا مختفياَ، عزا بعض الفنانين سبب ضياعها إلى توأمة سوء التنظيم مع وجود انتهازيين استغلوا فرصاً سانحة، أدى إلى ضياع الكثير من الأعمال ودون معرفة مستقرها النهائي.
يرى مدير المتحف الفلسطيني جاك برسكيان" إلى أن تركيز المتحف الفلسطيني على هذا الموضوع يأتي من باب تحريك هذه القضية الساكنة، ليس لصالح الفنانين الذين فقدوا لوحاتهم ويرغبون في استعادتها فحسب وإنما من باب الحفاظ على إرث غني من الفن التشكيلي الفلسطيني والذي يمثل بمجمله مراحل هامة من التاريخ الفلسطيني"
ويقول: "الأهم من البحث في أسباب ضياع اللوحات هو أن يتم تفادي هذه الاشكاليات في المستقبل، فمشكلة ضياع المعارض ذات حجم وتكرار كبيرين، وهناك حاجة ماسة للابتعاد عن اللامبالاة وعدم الاكتراث وأن يتم الانتباه للتفاصيل المغيبة لتنظيم المعارض بمهنية أكبر"
من أبرز المعارض المختفية التي تم رصدها، معرض لندن عام 1976 والذي يعد من أوائل المعارض الجماعية التي نظمت لفنانين فلسطينيين في العالم، والذي ضم 30 عملاً فنياً لأبرز الفنانين التشكيليين الفلسطينيين. بعد انتهاء المعرض وضعت اللوحات بشكل مؤقت في متجر متخصص في الألبسة التراثية في لندن، ومن ثم أغلق، وأصبح مصير اللوحات مجهولاً
كما تناولت النشرة اختفاء المعرض التشكيلي الدولي من أجل فلسطين والذي بدأ العمل فيه عام 1978، بمبادرة من ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، عز الدين القلق. أثناء الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 قصف المبنى الذي كان يحتوي على 194 لوحة تبرع بها 177 فناناً فلسطينيا وعربياً وعالمياً، بدأ بعدها تبادل الاتهامات، وادعى بعض الفنانين رؤية الأعمال في حوزة أشخاص معينين، كما قيل بأن الأعمال بيعت في باريس، ولا يزال الغموض يكتنف مصيرها.
وأوردت النشرة أيضاً معلومات عن معرض بيروت والذي نظمته وزارة الثقافة عام 2009 على هامش احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية، وشارك في المعرض خمسة فنانين لم تعد لوحاتهم حتى الآن. يقول أحد الفنانيين المشاركين أن الأعمال موجودة في السفارة الفلسطينية في بيروت، ولا تتوفر الميزانية أو التنظيم اللازم لإعادتها.
كما تحدثت النشرة عن كل من: معرض أمريكا عام 1977 ومعرض غزة عام1978، ومعرض فلسطين في موسكو عام 1979، ومعرض الكويت عام 1982، ومعرض غاليري كرامة في بيروت عام 1982، ومعرض إيطاليا عام 1988، إضافة إلى معرض أسبوع فلسطين في جامعة الخليل 1989، ومعرض التشكيليين الفلسطينيين في تونس عام 1990. كما تناولت معرض جنيف/ إيطاليا 1990 ومعرض الدوحة 1996 ومعرض صورة ذاتية الذي نظم في القدس في نفس العام. وتم رصد معرض " صنع في فلسطين" عام 2003، ومعرض مدينة مارتيني في سويسرا 2005، وتطرقت النشرة في النهاية إلى مجموعة وزارة الثقافة الفلسطينية الضائعة.
يأمل المتحف الفلسطيني بأن يجمع معلومات أو تفاصيل عن مصير أعمال فنية شاركت في المعارض المذكورة، كما يرحب بأية معلومات عن مصير لوحات فنية اختفت خلال النكبة، آملا في توثيق جزء كبير من الإرث الفني الفلسطيني.
للإطلاع على النشرة كاملة اضغط هنا