
في إطار جهوده المتواصلة لحفظ التراث المادّي، وتطوير المعرفة والممارسات المهنيّة في صون الأرشيفات والوثائق، نظّم المتحف الفلسطيني دورة تدريبيّة متخصّصة في ترميم الورق، استضافتها مختبرات الترميم في المتحف، وأشرفت عليها خبيرة الترميم صفاء الخطيب.
وانسجامًا مع رؤيته في تعزيز القدرات المؤسّسيّة على المستوى الوطني، وجّه المتحف الدعوة إلى عدد من المؤسّسات الثقافيّة والأكاديميّة للمشاركة إلى جانب طاقمه، شملت: بلديّة البيرة، والمكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، ومتحف جامعة بيرزيت، ونادي الندوة الثقافي – الخليل، وبلديّة نابلس، ودار الصبّاغ في بيت لحم. غير أنّ المشاركين من خارج محافظة رام اللّه والبيرة واجهوا صعوبة في الوصول إلى المتحف بسبب الحواجز والقيود المفروضة على الحركة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
تشكّل هذه الدورة خطوة أولى ضمن سلسلة من التدريبات المتخصّصة التي ستتوسّع لاحقًا لتشمل ترميم الأقمشة والقطع المتحفيّة، بما يسهم في تطوير خبرة متقدّمة لدى الكوادر العاملة في هذا المجال. كما تأتي ضمن جهود المتحف في تجهيز مختبره ليكون مختبرًا يدويًّا وآليًّا(Wet Lab) ، يعتمد أساليب استخدام الماء والمحاليل في ترميم القطع وتنظيفها والحفاظ عليها.
وجاءت الدورة في إطار مشروع شامل لبناء كادر وطني مؤهّل للتدخّل في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ، والمساهمة في صون التراث المهدّد، وامتدّت على مدار عشرة لقاءات تدريبيّة، خلال الفترة ما بين 23 أيلول و10 تشرين الأوّل 2025.
عقدت الدورة بدعم كريم من السيّدة ليندا جيكوبس عبر صندوق فيوليت جبارة الخيري (The Violet Jabara Charitable Trust)، تأكيدًا على التزام المتحف في الاستثمار في المعرفة، وتطوير الممارسات المتخصّصة لحماية التراث الفلسطيني وصون ذاكرته الماديّة.