حصل المتحف الفلسطيني رسمياً على عضوية المجلس العالمي للمتاحف (ICOM)، حيث تم إدارجه على خارطة المتاحف العالمية ليكون بذلك أول متحف فلسطيني يحصل على عضوية المجلس. وبموجب هذه العضوية سيكون المتحف جزءاً من شبكة عالمية تضم أكثر من 32,000 من المتاحف الأعضاء في العالم والعاملين فيها، والذين يمثلون 137 دولة.
وأعرب جاك برسكيان، مدير المتحف الفلسطيني، عن تطلعه لعضوية فاعلة في المجلس العالمي للمتاحف، كونها فرصة هامة لإطلاع العالم على الإرث الثقافي الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة له، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز أسس التعاون والتبادل المهني ونشر المعرفة ما بين المتحف الفلسطيني والمتاحف العربية والدولية. ويرى برسكيان أن العضوية في المجلس العالمي للمتاحف من شأنها المساهمة في رفع كفاءة العاملين في المتحف الفلسطيني وتنمية قدراتهم ومهاراتهم المتحفية، مما من شأنه أن يغني التجربة المتحفية الفلسطينية بشكل عام، خاصة وأن هناك نقصاً في الكوادر والبرامج التدريبية المتعلقة بهذا الجانب.
وشدد برسكيان على أن المتحف الفلسطيني يعمل في الوقت نفسه على تأسيس شبكة متحفية فاعلة في فلسطين من خلال الربط بين 51 متحفاً في فلسطين التاريخية، معرباً عن إيمانه بأهمية بناء جسور بين المؤسسات في فلسطين، وبينها وبين المؤسسات العالمية وكل المهتمين بالقضية الفلسطينية في العالم. وقال: "هناك الكثير من النشاط والتنوع والإنتاج لدى الفلسطينيين، ولكن، إلى حد ما، لا يوجد ربط بين هذه الجهود، ودورنا هو توفير حلقة وصل بين المتاحف والمراكز الثقافية المتواجدة في فلسطين وخارجها، وإيجاد مساحة للبحث والحوار والنقاش وتبادل الآراء حول قضايا ملحة، بدءاً بالهوية وانتهاء بالإنتاج الأدبي والفكري والثقافي للفلسطينيين، ونعمل على تحقيق ذلك من خلال شبكة من الشراكات حول العالم، ومن خلال منابرنا الإلكترونية وأرشيفاتنا الرقمية".
ويتكون المجلس، الذي تم تأسيسه عام 1946 ويقع مقره في باريس، من خبراء يعملون من أجل الاستجابة للتحديات التي تواجه المتاحف في جميع أنحاء العالم، كما أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع 18 مؤسسة دولية، منها اليونسكو، ما يؤهله لتنفيذ العديد من المهمات الدولية، مثل حماية التراث الثقافي العالمي في فترات الحروب أو الكوارث الطبيعية، وضمان حماية وحفظ ونقل البضائع الثقافية، إضافة إلى مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، ودعم الأنشطة المهنية في مجال الأرشيف السمعي والبصري، عدا عن التعاون بشأن المسائل المتعلقة بالملكية الفكرية والتراث المادي وغير المادي.
ومن خلال هذه العضوية سيكون المتحف الفلسطيني جزءاً من المنظمة العربية للمتاحف ICOM-ARAB، وهي إحدى التحالفات الإقليمية للمجلس، والتي تأسست عام 1995، ما يشكل فرصة مهمة لتعزيز التعاون بين المتحف الفلسطيني وغيره من المتاحف العربية.
وتحت عنوان "المتاحف لمجتمعات مستديمة" يحتفل المتحف الفلسطيني خلال الشهر الجاري بيوم المتاحف العالمي الذي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف، ويصادف 18 من أيار من كل عام.
والمتحف الفلسطيني هو أحد مشاريع مؤسسة التعاون، ويجري بناؤه في بيرزيت حالياً، ومن المتوقع افتتاحه في ربيع عام 2016.