أعلن المتحف الفلسطيني والقنصليّة الفرنسيّة العامّة في القدس عن إطلاق مشروع المنصّة التعليميّة الرقميّة للمتحف الفلسطيني، والموجّهة للأطفال واليافعين والعائلات والمُنخرطين في التعلُّم والتعليم حول تاريخ وثقافة فلسطين، بحيث يبدأ العمل عليها اعتبارًا من 1 تموز 2021، ويستمرّ لغاية 31 كانون الأول 2022، لتُفتح المنصّة لاحقًا أمام الجمهور فور إنجازها.
يُنفّذ هذا المشروع بدعم من القنصليّة الفرنسيّة العامّة في القدس، بمنحة قدرها 320 ألف يورو، ويتألّف من مكوّنَين أساسيَّين، أوّلهما تطوير قدرات كوادر البرنامج التعليمي في المتحف الفلسطيني، عبر برنامج تدريبي في التربية المتحفيّة في متاحف فرنسيّة مُختصّة في هذا المجال، وبناء شراكات استراتيجيّة بين المتحف الفلسطيني ومتاحف ومؤسّسات فرنسيّة تقدّم برامج تعلُّم متحفي متميّزة، وثانيهما تطوير المنصَّة الرقميّة ومحتواها التّفاعلي عبر نهج تعلُّم تشاركي.
ويأتي هذا المشروع كجزء من أهداف المتحف الفلسطيني المتضمّنة في خطّته الاستراتيجيّة الخمسيّة، والمتمثّل في إنشاء منصّة تعليميّة رقميّة شُموليّة، تُتيح لجمهور المتحف حول العالم، من طلبة مدارس وعائلات وتربويِّين وأفراد ذوي احتياجات خاصّة، موادّ تعليميّة تفاعليّة، تتنوّع بين فيديوهات الأنيميشن، والواقع الافتراضي، والألعاب الإلكترونيّة، والمسارد الزمنيّة، والألواح التفاعليّة، وغيرها من الموادّ التي يمكن من خلالها للمتعلِّمين الانخراط في برامج المتحف المختلفة بطريقة شيّقة تتجاوز تجربة التعلُّم المنهجي المُعتادة. كما تأتي هذه الخطوة استكمالًا لما بدأه المتحف الفلسطيني في تصميم وتنفيذ البرامج التعليميّة منذ العام 2017، إذ سيجري العمل على إغناء المنصّة بمحتوى جديد، بالإضافة إلى المحتوى الذي أنتجه المتحف سابقًا.
سترافق المنصّة، أيضًا، سلسلة من الأنشطة التعليميّة التي ستُنفّذ في مقرّ المتحف في بيرزيت، وفي المدارس والمناطق الفلسطينيّة المُهمّشة، التي لا يستطيع طلبتُها ومعلّموها الوصول إلى الموارد اللّازمة لأنشطة التعلُّم اللّامنهجيّة الإلكترونيّة والتفاعليّة.
ومن ناحيتها، أعربت د. عادلة العايدي -هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني، عن امتنانها للقنصليّة الفرنسيّة العامّة في القدس، وعن تطلُّعها للشراكة القيّمة مع المتاحف والجهات الفرنسيّة المُختصّة، مُضيفة: "سيشكّل هذا المشروع نقلة نوعيّة في عمل البرنامج التعليمي للمتحف، أولًا من خلال مأسسة واستدامة عمله لتطوير مُمارسات فلسطينيّة مُميّزة في مجال التعليم المتحفي، وثانيًا عبر تقديم معرفة شُموليّة عن فلسطين وتاريخها لأطفال فلسطين حول العالم وخلف الحواجز والجدران، بطرق إبداعيّة تثير اهتمام الأجيال الناشئة".
وفي هذا السياق قال القنصل الفرنسي العام في القدس، رينيه تروكاز: “يشرفنا أن نساهم في هذا المشروع الطموح في المجال التربوي، والذي سيفيد جيل الشباب من الفلسطينيين، فنحن على ثقة تامة من أن المتحف الفلسطيني سينجح في تنفيذ هذا المشروع من خلال توفير محتوى تربوي بأفضل جودة للأطفال. إضافة إلى ذلك، سيعمل هذا المشروع على تعزيز فرص التبادل والشراكات بين المتحف الفلسطيني والمتاحف الفرنسية الشهيرة والشركات الناشئة، والذي يأتي ضمن هدفنا المتمثل في تعزيز العلاقات بين الشعبين والمؤسسات الفرنسية والفلسطينية".
وسيحرص المتحف الفلسطيني، بعد إطلاق المشروع، على تطوير المنصّة ومحتواها، ورفدها بأدوات تفاعليّة تعكس برنامج المتحف التعليمي وتُضيف إليه، وتستجيب، في الوقت ذاته، إلى احتياجات الفئات المختلفة من الجمهور، وفقًا لما يصل منهم من تغذية راجعة وملاحظات عامّة قد تساهم في تطوير المنصّة ومحتواها.
Image