أعلنت مؤسسة التعاون/ المتحف الفلسطيني والمكتبة البريطانية عن بدء أول تعاون بينهما، متمثلًا بإطلاق مشروع "الترميم من أجل الرقمنة" (Conservation for Digitisation)، والذي يهدف بشكل أساسي إلى إعادة ترميم ومعالجة وحفظ مجموعات من الوثائق المهددة بالتلف أو الانقراض، والمتعلقة بالتاريخ والتراث الثقافي الفلسطيني. سينفذ المشروع ابتداء من نيسان وحتى كانون الأول 2019، وسيركز على معالجة وحفظ 3000 وثيقة تنتمي لمجموعات خاصة ومجموعات مؤسسات، مثل الرسائل والخرائط والمذكرات والصور الفوتوغرافية، وغيرها، وإعدادها لأخذ نسخ رقمية واضحة عنها.
ينفذ هذا المشروع بتمويل من صندوق الحماية الثقافي التابع للمجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع لجنة الرقمنة والثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم البريطاني، بمنحة قدرها 152,209 جينها إسترلينيًا، قُدمت إلى مؤسسة التعاون في المملكة المتحدة.
يتضمن المشروع بناء أول استوديو من نوعه في الضفة الغربية لترميم وحفظ الوثائق الورقية التالفة والمهددة، في مقر المتحف الفلسطيني، تحت إشراف خبراء المكتبة البريطانية، كما يتضمن تدريب وبناء القدرات لموظفي المتحف الفلسطيني العاملين على المشروع، حيث سيقضي موظفان فترة تدريبية مكثفة، خلال شهري نيسان وأيار من هذا العام، في مركز الحفظ والترميم في المكتبة البريطانية في لندن، حيث سيركز التدريب على تزويدهم بأساس متين لمبادئ وممارسات معالجة وحفظ المجموعات الأرشيفية المتضررة، لإعدادها لمرحلة الرقمنة، تليه فترة توجيهية في حزيران 2019، مع خبراء الترميم والحماية من المكتبة البريطانية، والذين سيزورون المتحف لتقديم الدعم المباشر للفريق.
هذا ويرافق المشروع برنامج عام وتعليمي للجمهور العام، لزيادة الوعي بممارسات حماية التراث الثقافي، من خلال سلسلة من ورش العمل المتخصصة، والمحاضرات، والجولات، ويوم مفتوح.
وفي هذا السياق، أعربت د. عادلة العايدي -هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني، عن امتنانها للمساهمة السخية من المجلس الثقافي البريطاني، والشراكة القيّمة مع المكتبة البريطانية، مضيفة: "تلبي الشراكة مع المكتبة البريطانية تطلعات المتحف الفلسطيني في اكتساب خبرات عالمية لحماية وتوثيق التراث الثقافي الفلسطيني، كما سيكون استديو ترميم وحفظ الوثائق أول مركز للحفاظ على الوثائق وتدريب الموارد البشرية في هذا المجال في فلسطين، وهذا يشكل إضافة نوعية للمتحف، وهدفه في حفظ التاريخ الفلسطيني".
ومن ناحيتها، قالت كلير شورت، رئيسة جمعية التعاون في المملكة المتحدة: "نحن ممتنون جداً للمجلس الثقافي البريطاني لتمويله هذا المشروع، إذ أنه من الضروري حفظ هذه المجموعات التاريخية وإتاحتها للجمهور الأوسع للاطلاع عليها والتفاعل معها، وتعزيز معرفتنا وتثقيف الأجيال القادمة. كما نتوجه بالشكر إلى المكتبة البريطانية التي منحتنا خبرات لا تقدر بثمن خلال هذا المشروع المشترك والمثير".
ومن جهته، قال رولي كيتنغ، الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية: "يسعدنا أن نكون قادرين على مشاركة معارف وخبرات مرممي مجموعات المكتبة البريطانية لدعم المشاريع المهمة التي يقودها المتحف الفلسطيني في حماية تراث شعبه الثقافي وإتاحته للباحثين حول العالم. إن أحد الأهداف الأساسية للمكتبة البريطانية هو التعاون مع الشركاء الدوليين لتعزيز المعرفة والتفاهم المتبادل، ونأمل أن يكون مشروع "الترميم من أجل الرقمنة" بداية علاقة طويلة ومثمرة مع المتحف الفلسطيني".
مؤسسة التعاون هي مؤسسة أهلية فلسطينية غير ربحية تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، ومناطق 1948، والتجمعات الفلسطينية في لبنان. www.taawon.org
المتحف الفلسطيني مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي. يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، كما يوفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون.
www.palmuseum.org
المكتبة البريطانية هي المكتبة الوطنية للملكة المتحدة، وإحدى أكبر المكتبات البحثية في العالم، التي توفر خدمات معلومات رفيعة المستوى للأوساط الأكاديمية والتجارية والبحثية والعلمية، كما توفر وصولاً لا مثيل له لأكبر مجموعة أبحاث في العالم، وأكثرها شمولية. تم تطوير مجموعة المكتبة على مدار ما يزيد عن 250 عاماً، وتضم أكثر من 150 مليون مادة منفصلة تمثل جميع عصور الحضارة المكتوبة، بما فيها من كتب ومجلات ومخطوطات وخرائط وطوابع وموسيقى وبراءات اختراع وصور فوتوغرافية وصحف وتسجيلات صوتية بكل اللغات المكتوبة والمنطوقة. يزور موقع المكتبة البريطانية www.bl.uk سنوياً ما يزيد عن 10 ملايين شخص، حيث يمكنهم تصفح وعرض ما يصل إلى 4 ملايين عنصر في المجموعات الرقمية، وما يزيد عن 40 مليون صفحة.
Image