بيرزيت: استقطب معرض "تحيا القدس" وفعالياته منذ انطلاقه في آب الماضي وحتى الآن أكثر من 12 ألف زائر، وخلال الشهر الماضي وصل عدد الزائرين والمشاركين في الفعاليات إلى ما يقارب 5000 زائر من طلبة المدارس والجامعات والعائلات والمهتمين. وشملت فعاليات تشرين الثاني ندوتين عن مئوية وعد بلفور وعن السياحة الدينية في القدس، وورشة فنية "لعبة فرسان وفارسات المتحف الفلسطيني"، وفعالية "ازرع واحصد" في حدائق المتحف، وعرضًا فنيًا حيًا للمجموعة الفنية العالمية TAPE THAT، إضافة إلى جولات إرشادية لطلاب المدارس والجامعات والجمهور العام.
وصرحت عبور حشاش، مديرة البرامج العامة والإنتاج: "أن فعاليات المتحف تستقطب كل شهر عددًا أكبر من الجمهور، وأن المتحف بدأ يلعب دوره الفعلي كوجهة ثقافية للمجتمع الفلسطيني والمجموعات السياحية المختلفة".
وبمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور (1917- 2017) نظم المتحف ندوة مع الباحث والمحاضر د. جوني منصور، قدّم فيها خلاصة أبحاثه ومراجعاته الفكرية حول وعد بلفور والتي جمعها في كتابه الصادر مؤخرًا "مئوية تصريح بلفور". وتركز الحديث عن خلفيات هذا التصريح وتداعياته، والعوامل والدوافع التي ساهمت في تمهيد الطريق لتحقيقه، متطرقًا إلى مخلفاته، وآثاره، وتداعياته على فلسطين والمنطقة.
كما نظم المتحف ندوة عن السياحة الدينية في القدس، تحدث فيها رائد سعادة، مدير التجمع السياحي المقدسي، عن تحديات القطاع السياحي في القدس بشكل عام والسياحة الدينية بشكل خاص، والجهود المبذولة لتفعيلها. حيث تناقص عدد الفنادق في القدس الشرقية منذ عام 2000 من 40 إلى 20 فندقًا بسبب مضايقات الاحتلال، ما خلق أزمة حقيقة في استيعاب عدد كبير من السياح في القدس الشرقية، كما أنّ هناك العديد من الأماكن السياحية الدينية مهملة في القدس وغير مدرجة ضمن البرامج السياحية الفلسطينية. ويتيح المتحف هذه الندوات كاملة عبر قناته على يوتيوب.
وكانت قد انطلقت فعاليات تشرين الثاني مع المجموعة الفنية العالمية "TAPE THAT" والتي أنتجت لوحة فنية على إحدى واجهات المتحف الداخلية باستخدام الأشرطة اللاصقة فقط، في عرض حي أمام الجمهور، أتاح لهم الاطلاع على مهارة فنية مختلفة ومبدعة. واستوحيت فكرة اللوحة من التصميم المعماري للمتحف. وكان المتحف قد استضاف هذه المجموعة، بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان والممثلية الألمانية، ونفذوا ورشة فنية مع مجموعة من الشباب المهتمين بالفن، صنعوا أثناءها لوحاتهم الفنية من الأشرطة اللاصقة.
إضافة إلى ذلك، شارك حوالي 250 طفلة وطفل في لعبة "فرسان وفارسات المتحف الفلسطيني" والتي نُظمت بالتعاون مع مؤسسة "بيت بيوت"، حيث خاض الأطفال تجارب ومغامرات فنية مختلفة، من تشكيل الملتينة إلى الغناء والرقص والرسم ورواية القصص، مستحضرين القدس في كل المحطات، التي تعاونوا معًا لبث الحياة والفرح فيها. وستُنظّم هذه الفعالية مرة أخرى في الثامن من هذا الشهر.
وتعزيزًا لتفاعل الزوار مع حدائق المتحف والتي تروي التاريخ النباتي لفلسطين، نُظمت فعالية "ازرع واحصد" حيث زرع طلبة مدرسة ترقوميا مع مجموعة شبابية محاصيل الزراعة الموسمية الشتوية، والتي سيجني المشاركون ثمارها بعد أربعة أشهر.
وينظم هذا الشهر المتحف برنامجًا متنوعًا يشمل: جولتين مع قيّمة معرض "تحيا القدس" ريم فضة، وجولة القدس السياسية، وندوة بعنوان "الخرائط الهندسية بين السيطرة والتحرر في السياق الاستعماري"، ولعبة "فرسان وفارسات المتحف الفلسطيني"، إضافة إلى ورشة عمل فنية باستخدام السيراميك لإنتاج زينة لشجرة الميلاد في كنسية القيامة، وورشة عمل للتفاعل مع عمل الفنان أوسكار موريلو في نادي سلوان في القدس.
يذكر أن المتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، المؤسسة الأهلية الفلسطينية غير الربحية؛ التي تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين والتجمعات الفلسطينية بلبنان.
Image