اختتم المتحف الفلسطيني مؤخرًا سلسلة ورش عمل أعدها للأطفال، ضمن برنامج تعليمي فني لطلاب المدراس بعنوان "هذا البحر لي" وذلك في سياق مشاركته في "قلنديا الدولي". وكان المتحف قد نظم خمس ورش لمجموعات من طلبة المرحلة الابتدائية على مدار شهر أكتوبر، في مقره الكائن في بيرزيت، قدمها الفنانون: محمد عاموس، رأفت أسعد، عيد عزيز، فادي سلمان، تقى سراج، راية فطاير.
حضر هذه الورش الفنية التفاعلية، أطفال لم يرَ معظمهم بحرًا حقيقيًا، أو ينحدرون من عائلات عايشت البحر ثم نزعت عنه وانتهت في مخيمات اللجوء، وغيرهم من الأطفال الذين لا يعيشون تجربة البحر باستمرار، وأتيح لهم خلالها المجال للتخيل وإثارة الأسئلة حول تصورهم عن البحر وذكرياتهم معه وماهية وجوده في أحلامهم، والتعبير عن أفكارهم حول البحر.
تضمنت الورش تعريف الأطفال بامتداد فلسطين الجغرافي من خلال البحر، إضافة إلى سرد قصص مرتبطة به لإثارة خيالهم وتصوراتهم، كما أتيح لهم المجال لمعايشة وتخيل تجربة البحر من خلال ركوب قوارب وتهيئة المكان وكأنه بحر حقيقي، وصنع الأطفال بعض الأشكال المأخوذة من البحر عن طريق طي الورق (الأورغامي)، وانتهت الورش بإتاحة المجال لهم لكتابة رسائل لمن يريدون ووضعها في قوارير، ليحتفظ المتحف برسائلهم وقصصهم كجزء من شهادة الأجيال عن الواقع الذي سيصير تاريخًا لاحقًا.