واصل المتحف الفلسطيني فعالياته المرافقة لمعرض "تحيا القدس" خلال كانون الأول، مركزًا على الأنشطة التعليمة الفنية، وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات إضافة إلى عدد زوار المعرض هذا الشهر ما يقارب 3000 زائر. وشملت هذه الفعاليات ورشًا فنية في مقر المتحف وفي القدس، وندوة حول الخرائط الهندسية في السياق الاستعماري، وورشة كتابة إبداعية حول فكرة المتحف، إضافة إلى جولات تفاعلية لطلبة المدارس والجامعات.
وقد شارك أكثر من 50 طفًلا في ورشة فنية لتلوين السيراميك نُظمت بالتعاون مع مركز الفسيفساء في أريحا، حاول المتحف الفلسطيني من خلالها تقريب القدس للأطفال المغيبين عنها وربطهم بالمدينة، عن طريق المساهمة في صناعة زينة لشجرة الميلاد في البلدة القديمة في القدس، كما تعرف الأطفال في هذه الورشة على واحدة من الصناعات الحرفية التاريخية في فلسطين وفي القدس تحديدًا.
وتعزيزًا لبرنامج الشراكات مع المؤسسات المقدسية، نظم المتحف في نادي سلوان، بالتعاون مع جمعية الجالية الإفريقية، ورشة فنية للتفاعل مع عمل الفنان الكولومبي أوسكار موريلو "معهد التصالح"، الذي كان قد نفذه الفنان برفقة شباب فلسطينيين كجزءٍ من معرض "تحيا القدس"، ليكون هذا العمل هو الفرع المقدسي لمشروعه الذي نُفذ في أماكن مختلفة في العالم. ويمثل العمل مساحة لرؤية المدينة من منظور مغاير وتضامني. دعي خلال الورشة مجموعة من الشباب المهتمين بالفنون لاستكمال ما بدأه موريلو، حيث شكلت اللوحات السوداء التي يتكون منها العمل مساحة لاستضافة أعمالهم الفنية، في إعادة تقديمٍ وخلقٍ للعمل بطريقة تفاعلية إبداعية.
وبحضور أكثر من 40 طالبًا جامعيًا ومهتمًا، نُظمت ندوة بعنوان "الخرائط الهندسية بين السيطرة والتحرر في السياق الاستعماري" حيث تحدثت كل من أماني خليفة، منسقة قسم جمع المعلومات والخرائط في مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، ويارا سعدي، الباحثة وطالبة الدكتوراه في الجغرافيا والتخطيط عن التعامل مع الجغرافيا في السياق الاستعماري، وتحديدًا إشكاليات المخططات والخرائط باعتبارها أداة للسيطرة وفرض الخطاب الاستعماري، وعن المبادرات الفلسطينية المصممة لمجابهة هذا الواقع.
هذا واستضاف المتحف الفلسطيني 20 طالبًا مدرسيًا بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، حضروا لاستكشاف مفاهيمهم حول فكرة "المتحف"، فبعد زيارتهم لمجموعة المتاحف الفلسطينية، أنهى الطلبة رحلتهم في المتحف الفلسطيني، ليكون محطتهم الأخيرة للتعبير عن خلاصة أفكارهم وتصوراتهم حول مفهوم المتحف في ورشة للكتابة الإبداعية مع الأستاذ والكاتب زياد خداش. وأوضح بعض الأطفال أن زيارتهم للمتحف الفلسطيني غيّرت من رؤيتهم للدور التقليدي للمتاحف، وفتحت أمامهم تصورات جديدة ومختلفة عن دور المتحف وأهميته.
ويستمر المتحف في شهر كانون الثاني القادم بتنفيذ نشاطاته المصاحبة للمعرض وأهمها: جولة ختامية مع قيّمة المعرض ريم فضة، وورش عمل فنية منها: إعادة التدوير لتجهيز وتزيين بيت لعب الأطفال في سلوان، وإنتاج لوحات فسيفساء مستوحاة من مدينة القدس، والتفاعل مع عمل الفنان أوسكار موريلو، إضافة لجولة القدس السياسية بالتعاون مع مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، مع العلم أن معرض "تحيا القدس" يُختتم نهاية الشهر القادم، حيث بدأ المتحف الإعداد لمعرض حول التطريز الفلسطيني، سيفتتح خلال آذار 2018.
يذكر أن المتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، المؤسسة الأهلية الفلسطينية غير الربحية؛ التي تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين والتجمعات الفلسطينية بلبنان.