المتحف الفلسطيني يستقبل أكثر من 4000 زائر خلال شهري نيسان وأيار

استقبل المتحف الفلسطيني أكثر من 4000 زائر خلال أول شهرين من معرضه الجديد "اقتراب الآفاق: التحوّلات الفنية للمشهد الطبيعي"، بينهم ما يزيد عن 1000 طالب وطالبة، كما ونفذ سلسلة فعاليات ضمن برامجه العامة والمعرفية والتعليمية المرافقة للمعرض.

وينظم المتحف على مدار معرض "اقتراب الآفاق"، والذي يستمر حتى 31 كانون الأول 2019، سلسلة من الأنشطة العامة والمعرفية المفتوحة للجمهور، إضافة إلى برامج تعليمية تستهدف طلاب المدارس والجامعات والعائلات، وتشتمل على ورش فنية، وجولات تفاعلية، وأيام عائلية وأخرى دراسية، وبرنامج للمخيمات الصيفية، وجولات تفاعلية للجمهور العام. 

وكان المتحف الفلسطيني قد بدأ برنامجه خلال شهر نيسان بجولة تفاعلية مع قيّمة المعرض الضيفة د. تينا شيرويل، كما بدأ سلسلة محاضرات "استكشاف الأعمال الفنية عن قُرب" مع الفنان الفلسطيني ستيف سابيلا، بعنوان "كان يا ما كان، حكاية الفلسطينيين"، ونظم بالشراكة مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي إطلاق قصص مشروع "حكايات من الفن التشكيلي الفلسطيني"، وهي قصص مصورة للأطفال مستلهمة من حياة الفنانين: سامية حلبي، وفيرا تماري، وتمام الأكحل، ومصطفى الحلاج، ويومًا عائليًا مرافقًا لفعاليات إطلاق هذه القصص حضره أكثر من 500 شخص، إضافة إلى فعالية طاولة أكلات شعبية من النباتات البريّة، مع الفنانة والطاهية ميرنا بامية، بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان، كما نظم ورشتَين فنيّتَين عن الأصباغ الطبيعية والنول والحياكة مع الفنانتَين هيلدي هاوان وماري سكي من مشروع Stitch Project، وورشة عمل بعنوان "المشهد الطبيعي للنباتات البرية الغذائية في فلسطين"، مع الباحث والمحاضر في جامعة بيرزيت د. عمر تسدال، واختتم المتحف فعاليات شهر أيار بتنظيم "سوق الحرفيين الشباب: قطع فنية من الطبيعة"، بالشراكة مع مؤسسة تصاميم مجردة من فلسطين.

هذا وأطلق المتحف الفلسطيني برنامجه البحثي والمعرفي المرافق لمعرض "اقتراب الآفاق"، بمحاضرة ونقاش تحت عنوان "المشاع الفلسطيني المفقود: دروس في التصدّي للاستعمار"، قدمها د. رامز عيد، وكما ونظم بالتعاون مع احتفالية فلسطين للأدب حلقة نقاش بعنوان "السياسات المكانية في فلسطين وخارجها"، قُدمت فيها مشاركات من متحدثين ومتحدثات من فلسطين والجزائر والباكستان والولايات المتحدة الأمريكية، وهم: د. عادلة العايدي-هنية، د. سامية هينّي، مديحة طاهر، د. ريما حمامي، نيك ايستس.

وفي سياق متصل، نظم المتحف الفلسطيني، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، 27 زيارة لمدارس من مختلف مدن الضفة الغربية، وتضمنت كل زيارة جولة تفاعلية مخصصة للطلبة في معرض "اقتراب الآفاق"، ونشاطات فنية مستوحاة من المعرض، كما أصدر فريق المتحف مصدرًا تعليميًا تحت عنوان "مستكشفو ومستكشفات المتحف الفلسطيني"، والذي يشمل مسارًا في المعرض، مخصصًا للفئة العمرية ما بين 6 إلى 9 سنوات، يتعرض الطلبة من خلاله لتجربة تعتمد على الملاحظة البصرية، والتخيل وتأمّل الأعمال الفنية، واستخلاص ثيمات المعرض بطريقة لا منهجية وممتعة. كما أنتج المتحف كتيّب "رفيق المعلمين والمعلمات في المتحف الفلسطيني"، والذي يمكّن المعلم من تهيئة طلابه لزيارة المتحف، وتنفيذ مجموعة من النشاطات قبل زيارة المعرض وبعدها، لتعميق الفائدة المرجوة منه. وبالتزامن مع هذا بدأ، المتحف بتنفيذ برامج تعليمية مع الجامعات، تتضمن جولات تفاعلية في المعرض، وإشراكًا لطلبة بعض الكليات في تنفيذ بعض الأنشطة وتطوير محتواها.

من ناحيتها، قالت د. عادلة العايدي -هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني، "المتحف الفلسطيني يعمل باستمرار على إثراء خطته البرامجية، من خلال تنفيذ فعاليات للجمهور العام والطلبة، وفعاليات معرفية مدروسة ونوعية تستهدف مختلف الفئات العمرية، وتعطي المجال لشريحة واسعة من الجمهور للتفاعل مع الثقافة والفن. وهذا ما يطمح المتحف الفلسطيني دومًا إلى تعزيزه، وهو خلق مساحة حرة ومختلفة للجمهور الفلسطيني".

هذا وأعلن المتحف عن برنامج فعالياته لشهرَي حزيران وتموز، والذي يتضمن جولات مع قيّمة المعرض الضيفة د. تينا شيرويل، وجلسة استكشاف الأعمال الفنية عن قرب بعنوان "حكايات قصور المزارع في جبال فلسطين – المنطار"، والتي تركز هذه المرة على العمل الفني المكلف في حدائق المتحف "المنطار" للفنان سليمان منصور، وورشة عمل للأطفال بعنوان الضوء والنفايات بالتعاون مع مؤسسة منجم، إضافة لسلسلة ورش عمل من بينها: فن الأرض، بالتعاون من مؤسسة "هوب"، ومساق "كوميكس": قصص من المخيم الفلسطيني، بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي – غزة والفنان خالد جرادة، وأمسية موسيقية بعنوان "استكشاف لما هو متوارٍ في الطبيعة والمكان"، وهي مشروع فني لطارق عبوشي أنتجه خلال إقامة فنية في ساقية، إضافة إلى عرض أفلام ومحاضرة أدائية بعنوان "ماذا نفعل من دون جغرافيا؟" مع المخرج السينمائي صبحي الزبيدي، واستكشاف الأعمال الفنية عن قُرب بعنوان "الفن التجريبي والمواد الطبيعية: انتشاء حسي بملمس الأرض ورائحتها" مع الفنان تيسير بركات.

هذا وتقام هذا الشهر أول ندوة فكرية بحثية يطلقها المتحف، تضم عددًا من الباحثين الأكاديميين المُستكتبين، تتناول تاريخ النقب وأوجه المقاومة المعاصرة فيه، بعنوان "التخطيط الحضري والاستيطان: النقب نموذجًا".

كما ينظم المتحف فعاليتَين رئيسيتَين، هما إطلاق كتالوغ معرض "اقتراب الآفاق"، مصحوبًا بحوار مفتوح بعنوان "القريب، البعيد: تاريخ الفن الفلسطيني من خلال معرض اقتراب الآفاق"، وإطلاق المنصة الإلكترونية لمشروع "أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي".

نذكّر أن بإمكانكم تصفح برنامج الفعاليات كاملًا من هنا

يذكر أن معرض "اقتراب الآفاق" يستكشف التمثيلات الفنية للمشاهد الطبيعية لدى الفنانين الفلسطينيين، والعلاقة التي تربطنا بالمكان والموقع الجغرافي. فطالما كان المشهد الطبيعي موضوعًا بارزًا في الفن الفلسطيني، إذ تشكل من طبقات بالغة العمق من التفاعلات بين النصوص والذكريات والتاريخ، ما جعله يحتل مكانة مركزية في هوية الفلسطينيين.

والمتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي. يساهم المتحف في إنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، المؤسسة الأهلية الفلسطينية غير الربحية، التي تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين والتجمعات الفلسطينية في لبنان.