غزّة الباقية

عن المعرض

معرض صُمّم لمواجهة التضليل حول القضيّة الفلسطينيّة، وإتاحة المعلومات والمصادر المتعلّقة بتاريخ فلسطين وشعبها، وبالسياق الاستعماري الذي أدّى إلى سلسلة الأحداث المركزيّة التي شكّلت واقعها اليوم، مع التركيز على واقع غزّة وتاريخها، بالإضاءة على الخطاب الإنساني والتعبيرات الثقافيّة لهذه البقعة الصغيرة. 

أدّت الأهوال المتلاحقة التي عاشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة إلى تجاهل الحياة اليوميّة، والموروث العريق، وأشكال الفنون والعلوم والإبداع التي اجترحها أبناؤه، واختُزِلت غزّة بسلسلة المجازر التي تلاحقت عليها خلال العقدَين الأخيرَين، والتي باتت تتصدّر العناوين الرئيسيّة في نشرات الأخبار والخطابات السياسيّة. لا يتناول المعرض الحرب على غزّة فحسب، وإنّما يأتي ليقول إنّ عمر غزّة أطول من عمر كلّ الاستعمارات التي مرّت عليها، وأنّ أهلها وشوارعها وبحرها كانوا دائمًا هناك، قبل الاحتلال وبعده، وقبل الحصار وبعده، وقبل المجزرة وبعدها. 

يغطّي المعرض 100 عام من تاريخ غزّة، ويقف كواحدة من أدوات مواجهة حرب المعلومات الشرسة، ليضع في متناول الجمهور العالمي أكبر قدر ممكن من المصادر التي ستساعده على رؤية غزّة الحقيقيّة، ووضعها في سياق عالمي، بالتركيز على التعامل مع الوضع الراهن فيها كمكان يعاني من تجربة استعماريّة يضاعفها الاحتلال والحروب المتكرّرة والحصار غير المسبوق. 

محاور المعرض الرئيسيّة

يغطّي المعرض أربعة محاور رئيسيّة، أوّلها الحرب والمقاومة، والذي يضيء على الحروب المتتالية والسرقات الأثريّة التي تعرّضت لها غزّة منذ عهد الانتداب البريطاني إلى يومنا هذا، وما رافقها من تداعيات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة من جهة، وأوجه للمقاومة والصمود والمناصرة من جهة أخرى، متناولًا حكاية النفق الفلسطيني واقعًا ومجازًا. 

ويأتي ثانيهما تحت عنوان غزّة تاريخ وجغرافيا، مستعرضًا الدور التاريخي الذي لعبته غزّة كممرّ للتجارة بين سيناء وبئر السبع إلى البحر المتوسّط غربًا، وإلى الأردنّ وشبه الجزيرة العربيّة شرقًا، كما يضيء على تاريخها الزراعي ومحاصيلها الموسميّة، وثروتها السمكيّة، ومينائها، ومساهمتها في الاقتصاد الفلسطيني، ثمّ يتتبّع الخطط الاستعماريّة المتتالية التي أدّت إلى فصل غزّة وقضائها عن باقي الأراضي الفلسطينيّة عبر عمليّات تدريجيّة انتهت بالقطاع المعزول. يعرض القسم، أيضًا، تفصيلات حول التوزيع الديموغرافي والتركيبة السكّانيّة لقطاع غزّة، وإحصائيّات حول النزوح الداخلي، ومخيّمات اللّجوء، والقرى المدمّرة. 

أمّا المحور الثالث بعنوان غزّة فنّ وثقافة، فإنّه يسجّل لدور الحركة الفنيّة التشكيليّة في غزّة، كأحد أعمدة الفنّ التشكيلي الفلسطيني، عبر تتبّع منجزات الفنّانين التشكيليّين، والمدارس الفنيّة التي ينتمون إليها، ويتتبّع التحوّلات التي عاصروها نتيجة الحصار، وما ترتّب عنها من تحوّل في طبيعة الموادّ والأعمال الفنيّة والطرق الإبداعيّة التي اجترحوها لتجاوز عزلهم وتهميشهم. ينظر القسم أيضًا إلى الموسيقى في غزّة، ويتابع موضوعاتها منذ بداية القرن الماضي وصولًا إلى عمليّة طوفان الأقصى في تشرين الأوّل 2023، مُشيرًا إلى المساهمات الموسيقيّة التي تراكمت عبر السنوات، والتي جعلت من غزّة نموذجًا تمثيليًّا للمجتمع الفلسطيني، مع اعتبار أنّ ما يقارب 70% من مجتمعها من اللّاجئين الذين استقرّوا فيها إثر النكبة. كما ويضيء القسم على خصوصيّة المنجز الثقافي في غزّة عبر اللّباس الشعبي، والتحوّلات التي طرأت عليه عبر قرن من الزمن.

وفي ذروة الحدث، ومع تعاظم المجزرة، يأتي المحور الرابع من معرض "غزّة الباقية" لينقل جزءًا من صورة الواقع الراهن عبر إحصائيّات وأرقام توثّق لحقيقة الوضع على الأرض، وقصص حيّة على لسان من فقدوا أحبّتهم. شهادات لرجال ونساء وأطفال، تحكي عن أمنياتهم الأخيرة، وعن عالم ما تحت الأنقاض، والمعتقلات، والطعام الذي لا يكفي عصفورة، وعن قصائدهم قبل الموت، وعن اليُتم، وطابور الحمّام، والنزوح حفاة الأقدام، والأمنيات بالنوم وأكل المقلوبة، ورؤية المدينة من "فوق".  

مكتبة الأدوات المتاحة

تعزّز مكتبة الأدوات المُتاحة ضمن المعرض محطّاته وموضوعاته، موظّفة أدوات التعبير الأرشيفيّة والإبداعيّة لتعزيز مشاركة الجماهير العالميّة. يُتاح المعرض إلكترونيًّا عبر الإنترنت للأشخاص والمؤسّسات المهتمّين بعرضه في المكان الذي يختارونه، بما يفتح المجال أمام إقامة مئات المعارض في أماكن عدّة حول العالم في ذات الوقت. وتتضمّن الأدوات ضمن هذا المعرض مجموعة من الموادّ البصريّة والأرشيفيّة والأعلاميّة، والصور الفوتوغرافيّة، والفيديوهات، والتسجيلات الصوتيّة، والأعمال الفنيّة، والإحصائيّات والرسوم البيانيّة، وغيرها من المصادر التي صمّمت لتروي، مجتمعةً، قصّة غزّة، المدينة التي تنبعث من الرماد.

نماذج عن بعض موادّ المعرض


معارض متنقّلة أخرى