الزيتون

Olive


العائلة الزيتونيّة Oleaceae

يعتبر الزيتون جوهرة نباتات فلسطين. تعيش شجرة الزيتون لفترات طويلة، بمعدل نمو بطيء، ويعتقد أن أقدم شجرة زيتون في العالم موجودة فوق تلال القدس الجنوبية (قرية الولجة)، ويقدّر عمرها (حسب مجلس الزيتون الفلسطيني) بما يزيد عن 5500 عام. يعتبر الزيتون شجرة دائمة الخضرة تزرع بعلًا في معظم المناطق الفلسطينية، وتكثر في التلال والأراضي المرتفعة، كما أنها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة صيفًا.

تقطف ثمار الزيتون خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، ويستمر القطاف أحيانًا في السنوات الجيدة إلى كانون الأول، وتُصنف مواسم قطف الزيتون، وفقًا لنسبة حمل الثمار، إلى «السنة الماسية» ذات الحمل الوفير، و«السنة الشلتونيّة» ذات الحمل القليل.

لشجرة الزيتون أهمية مميّزة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، وتعتبر من أكثر الأشجار انتشارًا، وتزرع في مختلف المناطق الفلسطينية، ولها العديد من الأصناف، مثل: النبالي والصوري.

يتمتع الزيتون بقيمة غذائية عالية نظرًا لاحتوائه على الأحماض الدهنية غير المشبعة، إضافة إلى العديد من المواد الهامة صحيًا، مثل مضادات الأكسدة، وهناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى دور الزيتون في الوقاية من أمراض القلب والسرطان. وتستخدم منتجات الزيتون في الكثير من مستحضرات التجميل والعناية بالجسم، أما خشبه فيستعمل لصناعة التحف الدينية، خاصة في منطقة بيت لحم، ويعود ذلك إلى صلابته وللخطوط المتعددة الأشكال في داخله. اشتهرت بعض المدن الفلسطينية، نابلس على وجه الخصوص، في صناعة الصابون من زيت الزيتون.

يرتبط الزيتون بموروث الفلسطينيّين الثقافي والتراثي، فغصنه يدل على السلام، وقد ورد في الكثير من الأمثال الشعبية، مثل «الزيت عماد البيت»، «في إيلون بيدور الزيت في الزيتون، والمرّ في الليمون»، «كُل زيت وانطح الحيط»، «القمح والزيت، سَبعيْن في البيت»، «زيته طيّب ولقاطه بشيّب».

وورد ذكر الزيتون في الكتب السماوية، ففي القرآن الكريم ورد في سورة النور: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). وفي العهد القديم (سفر المزامير 128: 3) نجد مقارنة للأبناء بالزيتون: «امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ».

وتغنّينا به فقلنا:

يا زيتون الحقّ عليك        إكلع زيتك من عنيك
يا زيتون أبو عرموش        هربلي ذهب وقروش

وكذلك:

يا جابر وافتح بير الزيت تنضوي علاليـنا
عَ صـــيتك يا بو جابـر عنقـــرنا طواقينــــا
يا جابر وافتح بير الزيت تنبلّ الرّويقــاتي
عَ صيتك يا بو جابر عنقروا الشبــاباتـــي

وكذلك:

زتونّا حامل والزّيت مَلا جرارُه
فلان يا وحداني الله يعمّر دارُه
زتونّا حامل والزّيت بنقط منّه
فلان يا وحداني الله يكثّر منّه

وكذلك:

يا زتون اقلب ليمون   بين إيدين اللقّاطين


المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019