عائلة السرويّات Cupressaceae
يحمل الاسم العلمي معنىً، فالمقطع Sempervirens يعني «دائمة الخضرة»، والمقطع Cupressus هو اسم شخصية إغريقية. وقد عبد سكّان قبرص الشجرة قديمًا، لذا سمّيت الجزيرة باسمها Cyprus. ولم تشكّل هذه الشجرة في فلسطين غابات طبيعية أصيلة، بل مزروعة، وهناك شكلان منها: الهرمي والأفقي. ويعتقد أنّ شكلها العمودي الأسطواني قد ألهم البنّائين القدماء لشكل الأعمدة. واستُعمل النبات منذ القدم رمزًا للحُزن والحِدَاد، ويزرع حتى الآن في الكثير من المقابر، أما الفرس فاعتبروها، قبل الإسلام، شجرة مقدّسة، لأنّها تشبه لهب النار التي عبدوها.
أزهار السرو أحاديّة الجنس، لكنّها تتواجد على نفس الشجرة، ولذا تعتبر من النباتات أحاديّة المسكن، وتسمّى الثمار كرويّة الشكل أكوازًا (واحدتها كوز)، وتتكوّن من 8-14 حرشفة خماسيّة الشكل.
يعتقد أنّ لزيت السرو الكثير من الفوائد الصحية، باعتباره مادة قابضة ومعقّمة ومُضادّة للتَّشنُّج ومزيلة للروائح، كما استخدم زيتها قديمًا لعلاج الأمراض التنفسية من خلال استنشاقه، أما خشبها فاستعمله الفينيقيّون في البناء وصناعة السفن لصلابته. ومن المعروف أنّ السرو يعمّر مئات السنين، وهذا ما ينطبق أيضًا على خشبه الذي يعيش طويلًا، الأمر الذي عرفه أفلاطون، فأمرَ بنقش قوانينه على ألواحها، وتوجد في إيران شجرة سرو يبلغ عمرها 4000 سنة.
أمّا في فلسطين فيزرع النبات بكثرة شجرة للزينة، وساترًا ضدّ الرياح، ولا يوجد لها ذكر في الموروث الشعبي الفلسطيني، ربّما لندرة وجودها الطبيعي في بلادنا.
المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019