اشتُقّ الاسم العلمي للتين من المقطع Ficus، ويعتقد أنه مأخوذ من الكلمة الساميّة لاسم التين، والمقطع carica هو اسم مقاطعة رومانيّة كانت تقع جنوب غرب تركيا. يعدُّ التين من الأشجار متساقطة الأوراق، ويصل ارتفاعه إلى أكثر من ستة أمتار، أوراقه متبادلة، أما أزهاره فخضراء اللون أحاديّة الجنس في مجاميع داخل ما سيصبح لاحقًا الثمرة المركّبة، وتزرع الأشجار الجديدة عادة في الشتاء.
تنتشر زراعة التين في أغلب المدن الفلسطينية، وتتركز أساسًا في منطقتي نابلس، تحديدًا في قرية تِل، ورام الله، تحديدًا في بلدة سلواد، التي سمّيت «أم القطّين». كما سمّيت قرى أخرى نسبة للتين، مثل قرية «التينة». وقد نجد مساحات في كرم التّين تسمى بالمساطيح، يُجفف فوقها التين لإنتاج القطّين (ثمر التين المجفّف)، ورغم ذلك يعتبر إنتاجه في فلسطين قليلًا. وللتين أصناف كثيرة، منها: العناقي والسّوادي والحماري والحماضي والموازي والخضاري والخرطماني والخرّوبي والعجلوني، ويصلح أغلبها للتّجفيف وعمل القطّين.
للكثير من أصناف التين موسم قطف، يسمّى الأول «دافور»، ويُقطف خلال شهرَي أيّار وحزيران، والإنتاج فيه قليل، بينما يبدأ المحصول الأساسي في شهر تمّوز. وللتّين قيمة غذائية عالية، بسبب احتواء ثماره على الكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادّات الأكسدة، إضافة إلى غناه بسكّر الجلوكوز.
ارتبط التين بالموروث الثقافي منذ القدم باعتباره ثمرة صحيّة ومشبعة، إلى جانب كونه جزءًا أساسيًّا من طعام الفلسطينيّين. وقد عُرف التين في فلسطين من أيّام الكنعانيّين، وللفلسطينيّين تعابير خاصة بالتين، فتُسمّى الثمار في بداية تكوّنها «طقش»، ثمّ «فجّ» و«عجر»، ومن التعابير الأخرى المستعملة «نَفَل» و«ذبيل». أما القطّين (ثمر التين المجفّف) فكان يُخزن في خوابٍ، ويمشي فوقه الأطفال لرصّه، وكان النّاس يفتحون حبّات القطّين ويلصقونها مع بعضها بشكل متراصّ، لتتخذ في النهاية شكل كرة كبيرة أو أشكالًا أخرى مستطيلة كانت تسمّى «قصعة»، تؤكل حبّاتها طيلة أيّام الشتاء، أو تُقطع أجزاء منها بالسكين.
انعكست أهميّة التين لدى الفلسطينيّين في الأمثال الشعبية، فقيل: «أيام التين فشّ عجين»، و«أكلت من أوّل الثمار ريتني من طويلين الأعمار»، و«عليك بأول التين وآخر العنب»، و«إن وجد القطّين من الجوع آمنين»، وما زالت بعض الأمثال دارجة حتى يومنا هذا، ومنها: «التين اقطع واطيه والزّيتون اقطع عاليه»، وهذا المثل له علاقة بالتّقليم وتسهيل الحراثة تحت الأشجار، ومن الأمثال الأخرى ذات الدلالة: «صوص التين دايمًا بِنينْ»، «الدّالية سَريّة، والزّتون بدويّة، والتين فلّاحة»، وسَرّية هنا تشير إلى سكّان المدن.
عشق الفلسطينيّون التين فقالوا أيضًا: «يا ريت التين 11 شهر وشهر قراقرة»، كما مدحوا الجمال فقالوا: «الطويل بطول التين، والقصير بيموت حزين»، أو «الطّويلة طالت التينة، والقصيرة ظلّت حزينة».
المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019