البُطم

Terebinth Tree


العائلة البُطميّة Anacardiaceae

شجرة من نوع الفستق الحلبي البرّي، متساقطة الأوراق ثنائية المسكن، ذات أزهار أحادية الجنس، أوراقها ريشيّة مركّبة من 4-5 أزواج تنتهي عادة بورقة نهائية مفردة، وثمارها كروية صغيرة (أصغر من السرّيس)، والحمراء منها تكون عقيمة، أما البنفسجية منها فيكون الجنين في داخلها مكتمل. في الربيع تكسو أشجار البطم الجبال بلون أحمر جميل لأن جميع أجزاء النبتة يغلب عليها اللون الأحمر، وحتى في الخريف تميل الأوراق إلى اللون الأحمر.

 ومن المشاهد المألوفة عند النظر إلى شجر البطم وجود قرون معلقة على أغصانها، وتكون هذه القرون خضراء في البداية، ثم حمراء بنفسجية جميلة، ثم سوداء. ليست هذه القرون ثمارًا، بل تدرّنات تسببها حشرة معينة من أنواع المنّ، وتكون هذه التدرّنات غنية بمادة التانين، ولذا استخدمت قرون العفص في دباغة الجلود مع مواد أخرى، مثل لحاء البلُّوط، وغيرها. حشرات المنّ هذه متخصّصة، وينمو على كل نوع من البطميّات نوع معين من هذه الحشرات، فالحشرة التي تصيب البطم، مثلًا، تختلف عن تلك التي تصيب السرّيس.

ينتشر البطم بشكل واسع في جبال الجليل الأعلى والأسفل والكرمل والقدس ونابلس والخليل، وكذلك في سواحل الجليل الفلسطيني. وتشكّل شجرة البطم الفلسطيني مع البلُّوط جماعة حُرجية. ويُعتبر هذا النوع من البطم واحد من خمسة أنواع بريّة موجودة في فلسطين، منها السرّيس والبطم الأطلسي، ويعتبر بعض العلماء البطم نوعًا يقع تصنيفه تحت P. Terebinthus. تعمّر أشجار البطم مئات السنين، وهي في العادة شجيرات صغيرة بسبب الرعي، ولكنها قد تصل الى ارتفاع كبير إذا وقعت تحت الحماية، كما هو الحال بالقرب من مقامات الأولياء في فلسطين.

استعمالات البطم كثيرة، فمنه كانت تُحضّر الدُّقّة الفلسطينية، وكان الفلاح الفلسطيني يصنع من خشبه أدوات الفلاحة المختلفة، وكان الصمغ يُستخرج من لحائه بعد جرحه، ويحوي الصمغ مادة التربنتين (اسم المادة مشتق من اسم الشجرة terebinth)، ولهذه المادة استعمالات كثيرة، ويمكن خلطها مع الدهانات. كما استعملت الثمار قديمًا لمعالجة أوجاع المعدة والأسنان، وكان خشبه يُحرق بخورًا، ويصلح البطم كأصل للفستق الحلبي، أما ثماره فتؤكل نيئة أو محمصة، أو تدخل في صنع نوع من رقائق الخبز تسمى دكاديك أو قراقيش البطم. ومن خشب البطم كان يصنع المهباش لطحن القهوة.


المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019