المشمش

Apricot


العائلة الورديّة Rosaceae

اسم الفاكهة بالإنجليزية Apricot مشتقّ بتصرّف من الإغريقية، ويعني النضوج المبكّر، فالمقطع Apri يعني «مبكّر»، والمقطع cok أو cot يعني «نضج»، ويعود سبب التسمية إلى أنّ فاكهة المشمش تنضج وتؤكل قبل مثيلاتها من الفواكه الأخرى، ودخلت الكلمة إلى اللغات الأوروبية من خلال كلمة «البرقوق» العربية، والتي أُخذت بدورها عن الإغريقية/ اللاتينية.

المشمش من أشجار اللوزيّات، وهو شجرة متوسطة الحجم، أزهارها بيضاء موشّحة باللون الوردي تسبق نمو الأوراق، وتنشأ مفردة أو في أزواج، وثمرتها حَسْلَة بلون أصفر إلى برتقالي (حسب النوع)، وموشّحة باللون الأحمر أحيانًا، لا سيما الأسطح المعرّضة لكمية إضاءة أكبر، وتكون زغبة للكثير من الأصناف. ويُطعّم المشمش عادة على أصول مشمش بذريّة، وهو أصل قويّ جدًّا ويتحمّل الجفاف، ولكنّه بحاجة لتربة عميقة جيدة الصّرف، كما يمكن تطعيم المشمش على أصول قزمة، وبالتحديد إذا خُطّط لزراعته في الحديقة المنزلية، ومن هذه الأصول نيماريد وماريانا 2624.

يعتقد أنّ أصل شجرة المشمش من الصين، ولكنها دخلت إلى بلادنا في وقت متأخر لأنّها لم تكن موجودة في فلسطين أيام الحكم الروماني، وتتنشر زراعتها الآن في العديد من المناطق الفلسطينية، مثل سبسطية وبيت جالا، ويقام في بلدة جفنا (بالقرب من رام الله) مهرجان للمشمش، ومن أصناف المشمش المنتشرة في بلادنا: الكلابي، والحموي، والمستكاوي.

يعدُّ المشمش من الثمار ذات القيمة الغذائية العالية لاحتواء ثماره على مستويات عالية من الفيتامينات (A, B, C, E)، إضافة إلى مستويات عالية من مضادات الأكسدة والمعادن والألياف، ولذا استعملته العديد من الحضارات في الطبّ الشعبي بشكل واسع، وقال عنه ابن البيطار: «هو ثمرة تجانس الخوخ، إلّا أنه أفضل من الخوخ، وهو يسهّل الصفراء، ويولّد خلطًا غليظًا، يذهب بالبخر من حرّ المعدة ويبرّدها تبريدًا شديدًا»، ولذا يعتقد أنّ للمشمش الكثير من التأثيرات الطبية الإيجابية، والتي وثّقت العديد من الدراسات جزءًا منها، مثل كونه مُضادًّا للرَّبو ومهدّئًا للأعصاب ومانعًا للأرق وخافضًا لكوليسترول الدم. وهناك مؤشرات على كون المشمش ومنتجاته من المواد الغذائية ذات التأثير الفعّال في تخفيض احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسرطان، ويعتقد أنّ هذه التأثيرات تعود لما يحتويه من فلافونات طبيعية. ومن المشمش يُصنع القمردين والمربّى مضافًا إليه بذور المشمش، كما يستهلك طازجًا، ولكنّ موسمه قصير.

ارتبط المشمش منذ القدم بموروثنا الثقافي، وقيل في الأمثال الشعبية: «أكل المشمش مدهش»، و«أيّار توت ومشمش وخيار»، و«في أيّار بستوي المشمش والخيار»، ويقال في بلادنا والكثير من البلدان: «جمعة مشمشيّة»، لأنّ موسم المشمش قصير، ويقال أيضًا: «بكرا في المشمش»، أو «في المشمش»، عندما يكون الأمر مستحيلًا.

كما قال المهاجر الفلسطيني متغزّلًا بالمشمش:

لما بتتبسم والعين بترمش           بتيجي عا بالي يا غصن المشمش
طير الدّويري في بيتي معشعش    وأنا في الغربي بتدمع العيونا


المصدر: "حديقة على قمّة التلّ، مشهديّة النباتات في فلسطين". © المتحف الفلسطيني 2019